كثيرةٌ الكلمات التي تُقال ولكن :

ماذا سنقول لأمهاتنا ..... بل ماذا سنقول لأمهات الشهداء والضحايا .....

كيف سنكفكفُ دموعهم ونمسح آهاتهم المكتومة الأنين والملفوفة بالنحيب والسواد .....

كيف سنلملم جراحهم ونخفف وطأة الموت عليهم ونرجو صبرهم الذي فاق كل احتمال .....

لا كلمات في هذا العالم كله تطفئُ اللهيب ، ولا أضرحةَ تمحي الذكريات ، ولا حتى جوارح باتت تتحمل التشرد والمصائب والمعاناة التي تتكاثر يوماً بعد يوم .

 أحاسيسٌ متخبطة ٌفي البؤس والظلم وألمٍ يعتصرُ النفوس على المساحاتٍ الممزقة لهذا الجسد الغالي للوطن الأغلى الذي لم يبقى فيه مكبسُ أصبع غيرُ مخيّطٍ بخيطان الجوع والفقر والرصاص والألم والموت ، ففي كل منعطفٍ جرح وفي كل زاوية خيبة.

كثيرةٌ هي شموع الانتظار التي نذرتها الأمهات لأبنائهم ، ليعودوا إليها يحملهم نعشُ تضحيتهم ، ولتستمرَّ الشموع تحترق وتحترق إلى مالا نهاية في دروبِ أُسَرهم .

كثيرون هم الأبناء والبنات الذين تحملوا أوزار الحياة مبكراً وسُرقت طفولتهم البريئة  في ظل الموت الذي أخذ والديهم ليتسكعوا في أزقة أقدارهم المجهولة وبؤسهم الذي لاحدود له .

كثيرات من لازلن حتى الآن يرفضن تصديق رحيل أبٍ أو زوجٍ أو ابن تحت خيمة هذا الوطن الذي تبرّأ من أبناءه ومزّقته مديةُ العقول الفاسدة والأفكار المشلولة  ، والذي يواري أبناءه  ثراهُ كل يوم وهو لايشبع ...............وإلى متى ............

صلواتنا ودعاؤنا للذين ذهبوا وهم على علم بأن غيابهم غير مغفور له، ورغم ذلك خلدتهم أفكارنا ودموعنا ......

وهل تصحُّ كلمة كلّ عام وأنت بخير يا أمنا سورياااااااااااا

وهل هي بخير هذا العام وقبله بعام وبعام لتكون بخير ما سيأتيها من أعوام ......

سنحتاجُ لسنواتٍ لردم حقول الذكرياتِ المريرةِ والآلام ولتشييعِ الأحزان ، فعارٌ علينا أن نفرح ونحتفل بعيدٍ لايمتُّ الآن إلى العيد بصلة ......

ولكننا ندعو من الله الذي يمتحنُ صبرنا أن يخفّف وطأة المحنة ، ويغذي  شجرة صبرنا في نفوسنا ، ويواسي مرضانا ونقول :

ربّنا لانسألك ردَّ القضاء والقدر ولكننا نسألك اللطف فيه .......................

وربّنا ربّنا ربّنا  هب كلَّ الأمهات الصبر والسلوان .........................    

https://www.facebook.com/you.write.syrianews