شغلهم الشاغل هذه الأيام هؤلاء الطلاب
( تعبت ماما .. امتى حيجي الامتحان ونخلص ؟! .. الرياضيات صعبة .. مابحب الحفظ .. )
ومنهم أخي !!
الذي منحني الكثير من الذكريات في وقت ذاته كنت اقضيه أنا مع ذاك الهدوء ومكتبي
الصغير وبكائي في منتصف الليل .. وذاك الشعور بأني لم أعد اتذكر شيء .. وتلك
الليلة المملة التي يُجافي النوم مقلتيك فيها ..
واستحضرتني كذلك صورة أمي ككل الأمهات تُكرر على
مسامعي ( لاتنسي اسمك .. راجعي الورقة منيح .. لاتستعجلي .. لاتخافي ) ولكن الآن
كل ما أفكر فيه أي صعوبات تلك التي مررنا بها ؟!!!
لربما هؤلاء الطلاب في هذه الأيام هم الأكثر قوة .. وحياة .. وأمل .. لربما علينا
أن نكون سعداء بهم .. وبأملهم .. لربما بلدنا غداً ستشهد كتب التاريخ فيها لهؤلاء
الطلاب بقاؤهم في بلدهم مع كل هذه الظروف ودراستهم وذهابهم للامتحان .. امتعاضهم
بعض الأحيان من حالٍ أربك وأضاق صدر الجميع فكيف بهم ..
لربما جغرافية العالم غداً ستختصرها جغرافية بلدي شئتم أم أبيتم ..
أخي وهو يدرس لا أرى بعينيه مافي عيوننا أصبحت أرى بعينيه اليوم أملاً بأنه يُريد
إنهاء الإمتحان يريد أن يعيش .. يُريد أن يرى غداً ورقة الإمتحان ومركزه ولهفة
والدتي ووالدي عليه كما علينا ... يُريد فترة عطلة صيفية مثلنا ..
من حقه كحق جميع أطفال وطلاب بلادي أن يستيقظوا صباحاً بكل هدوء أن يذهبوا لمراكزهم
.. يقدموا امتحانهم .. وهناك طلاب ظروفهم لم تُتح لهم أن يقدموا امتحان هذه السنة
وكانت ظروفهم أصعب لا يُمكننا لومهم .. وآخرين كذلك سافروا ويكملون دراستهم في بلدٍ
لجأوا إليه رغماً عنهم .. ولكن ... ولا أدري أيضاً إن كان هناك أطفال استغلوا
الظروف ...
لا أدري ؟! .. ماذا بإمكاني أن أقدم لجميع الأطفال سوى أن أقول لهم أن تثقوا بأن
الله سيمنحكم أياماً أجمل وستكون حياتكم أفضل إن شاء الله ... سأنتظر أيام الامتحان
.. لأسمع وأرى بعيني وأذني وكل حواسي أصوات الأطفال تعلو أصوات العصافير تعلو صوت
القصف أوالقذائف وأياً كان تجمعهم .. لهفتهم وخوفهم من الإمتحان ..
فقط لهم الحق بأن يكونوا أطفال بأن يذهبوا ليدرسوا ليبنوا بلدنا ..
لا يملكون ذنب أنهم سوريين وعليهم أن يهرموا قبل أوانهم .. أمنحوهم القليل من
الأمل والحياة والحب لبلدهم .. كل التوفيق لكم دوماً .... الأمل أنتم وبكم ولكم ..
وبلدنا تنتظركم ..
https://www.facebook.com/you.write.syrianews
