وردة حمراء كان آخر ما أعجبها في
حياتها و دفع بيدها تلك لقطفها من الحديقة قبل أن تجد مكاناً لها على ذاك المقعد
الخشبي في ظل أكبر شجرة في الحديقة ذاتها
وما لبثت أن جلست مُمسكةً اياها وبدأت بقطف أوراقها وهي تهمس بصوتٍ خافت ...
سينتهي الكابوس وتعود سوريا ! ... لن ينتهي ! ... سينتهي ! ... لن ينتهي !...
سينتهي ! ... لن ينتهي ! ... سينتهي !
وكانت ( سينتهي ! ) تلك آخر ما تمتمت به شفتيها ومع
ضحكتها التي ارتسمت على وجنتيها كما وجهها بأن الورقة الاخيرة كانت سينتهي ...
قبل أن تغمض عيونها .... حين سقطت تلك القذيفة اللعينة بسرعة فاقت سمعها أن يجعلها
تركض من مكانها ...
ونثرت أوراق وردتها كما ملأت جديلتها السوداء ووجهها الأبيض بدماءها ببشرى لها بأنه
فعلاً قد انتهى الكابوس ...
هي سبقتنا ببراءتها ومع وردتها الحمراء كما ثيابها التي امتزجت بنفس اللون ...
سبقتنا إلى المكان الذي لم يلوث بعد
هي وضعت كل احلامها مع تلك الوردة ... انتهاء الكابوس لن يحتاج أن تستيقظ من النوم
...
كل الألم الذي يراه الجميع في سوريا و خارج سوريا أراد يومها الله لها أن ينتهي
كابوسها ... بتلك البساطة !!!
ليرحمها من رؤية بلادها أكثر سوءاً ... ولربما بلا ورود !!!
لأن الوقت وانشغالنا بالكثير من أمور حياتنا سيشغلنا حتى عن زراعة الورود ؟!
فمنظر الجمال لربما قد يُصبح غريباً في وقتٍ ينتشر فيه أكثر مافي الحياة من سوء
حولنا وبين جميع البشر ؟!
فلنزرع اليوم وروداً لنقطف أوراقها غداً ...
لنزرع الخير اليوم لنجني ثماره غداً ...
لنُحب بلدنا اليوم لنستحقها غداً ...
https://www.facebook.com/you.write.syrianews