news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
قصص قصيرة
ضاع وطني ... بقلم : سالي اسلامبولي

أنا بردى أسير وأسير وكل ماهو غريب يغتالني في بلدي ولكن سأبقى اسير ...
لأروي للناس الكثير من القصص ... لأني سأبقى لن أُسافر مائي لن ينضب ولن أهرم ...
لأني أود أن أشعر بكل قلب ... أود أن استمع وأَسمع ... أود أن أروي وأُروى من حكايات وقصص من أحبهم ... وأروي لكم


سأروي لكم حكايات الحب والحرب .. وإن جففت ومِت فأوصيكم أن ترووا مارويت لكم في مجرايَ لعلها تخفف قليلاً من عذابي ...
ولكن أتمنى وأتمنى أن أكون للجميع ودون أن أؤذي أحد فلا تعبثوا بمائي فهو ماسيبقى لكم ...
وأعِدكم في هذه الأيام التي لا أدري ما اسميها سوى أنها محنة طالت أرضي

 


ولكنها لن تغيرني مهما اختلفتم سأبقى كما أنا لأني أعرف أن من داس هذه الأرض وشرب مني سيعود ...
وسأبقى لأروي وأعطي لهم ولأولادهم ولأحفادهم حباً وحياةً وأمل وحناناً يروي ظمأهم الذي عاشوه ....
اليوم أسير وأرى خمسة أشخاص وكأنهم قد هربوا من الموت أو لعل الموت لم يكن من نصيبهم ...

 


ما به الأب كأن لُهاثه سيقطع أنفاسه فلتأتي الي تعالَ إلي واشرب مني أني ها هنا ألا تراني .... يبدو أنه لايراني ....
ينظر حوله وكأنهُ يبحثُ عن شيء ... وما لأولاده ِ يبكون هكذا وزوجته كذلك وكأن قلبها يعتصر ألم فراق
شيء فقدته وتحصي وتحصي وتردد (( راح بيتنا !!! )) أجل هذا ما اسمعه

 


ولكني أردتُ أن أهون عليها وأخبرها بلاؤك صغير ... وما ضاع منكِ أصغر ...
فقد ((( ضاع وطني ))) ..................

 


ومررتُ من أمامهم رويداً رويداً أخاف أن صوت خريري يُزعجهم ويزيد من ألمهم ...
فتاتهم الصغيرة تقترب مني بخوف ... لا أدري طفلة ً في عمرها ماذا رأت لتمتلأ عينيها هاتين بكل هذه الدموع لا أدري ما حل بها لتمسي والخوف يُرافقها ..
ولكن مع كل خوفها لم تخف مني اقتربت وباتت تُنزِل ُ يديها الصغيرة إلى أن شربت مني قليلا ً و لمحت جوعاً تصدره أحشاءها الصغيرة !!!

 


أردتُ لو أجلب لها ما يسكت تلك الأصوات داخلها ولكني لا حيلة لي !!!
وعادت لتضم أصابعها الخمسة الصغيرة المجروحة الدامية وتضع لعبتها تحت أبطها خائفةٌ عليها من البلل
ولعبتها تتشبث بها خوفاً من السقوط ... وتغرف من مائي بحجم قبضة كفها وتقرب فمها إليه وتشرب بشغفٍ ...
وتغسل وجهها الصغير من آثار الغبار وتمسح شعرها الأجعد ...

 


رأيتها تخلع حذاءها وتقترب مني ومع كل الألم والحزن في عينيها وضعت قدميها داخلي ... وأصبحت تضرب مائي على أختها الكبيرة التي امتلأت وجنتيها بالدموع
وأنا أصبحت أساعدها عندما رأيتها تضحك وتضحك وتقفز داخلي وتضحك وكأن مائي قد أنساها ما حل بهم !!!
وأصبحت أختها كذلك تضحك وتقول الماء بارد وعلا صوت ضحكاتهم وتلك الشهقة التي بت اسمعها في صوتها أعادت لي السعادة

 


وكذلك أختها التي أجهشت بالضحك ...
والأم التي طالتها قطرات ٍ من مائي ضحكت وهي تنظر لابنتيها وتخاف عليهما من برودة مائي أن يمرضا
وأنا أُطمأنها فمائي لا يُمرض .... هو من الله من هذه السماء لكم ... لا يضركم بل يجلب لكم السعادة فحسب ...

 


سأترككم لبرهةٍ وأعدكم سأعود عندما تعود الحياة لتكبلكم بهمومها لأزيل الهم عنكم وأسقيكم حب وسعادة ...
انتظروني ريثما اسقي آخرين بحاجتي الآن ... و سأسير ...

يتبع ...


https://www.facebook.com/you.write.syrianews

2015-06-05
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد