news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
خواطر
نحن صائمون عن فرحٍ ولا نعي متى الإفطار !!! ... بقلم : سالي اسلامبولي

أربع سنواتٍ ونحن صائمون عن فرحٍ ولا نعي متى الإفطار !!!
طوال هذه السنوات الأربع لم أشعر بالحزن كما هذه السنة ... لربما هي الأولى ونحن على مشارف شهر الصوم وأنا في غربة عن بلدي ...


في السنوات الماضية ورغم فُقداننا كل شيء بيتنا ... حياتنا ... ذكرياتنا ... كتبي ... صوري ... كل أشيائي ...
ولكن بقائي في بلدي كان يُخفف من وطأة ما حولنا فكلنا نخفف عن بعضنا ...
انقطاع الكهرباء في وقت الإفطار لم يَكُن ليُنسينا مذاق طعام أمي .. وصوت الآذان .. وتحضير المائدة وكل ماعليها من خيرات بلدي ليست كأي شيء في العالم

 


والصلاة والقرآن والحياة في شوارع دمشق لها طعمٌ آخر ... لربما أُبالغ ولكن بالنسبة لي لها طعمٌ آخر ...
حتى السوق حينها ورغم غلاء الأسعار في السنوات الأربع الماضية مؤكد أنه أقل من غلاء الأسعار عند تجار البشر الذين يُتاجرون بأرواح شبابنا !!!
ومؤكد الماء الذي كان يُقطع في فترة مابعد الظهيرة الذي يسقينا بردى منه روى ظمأنا وسقى عطشنا أكثر من مياه بحار العالم التي غرقنا بها

 


وجمعت أشلاء أجسادنا وفي قاعها باتت تحمل الكثير من ذكرياتنا منحناها شبابنا وهم مغادرون في سفرهم ...
فلا يوجد حبيبة لم تعطي حبيبها مايتذكرها به وبات الآن بين أسماك القرش في تلك البحار !!!

 


رمضان هذه السنة أغرب من غيره ما أدعو به ربي أن يُخفف عن تلك العائلة التي فقدت أحد أفرادها وبات غائباً على تلك الطاولة وطعامه المفضل تطهوه أمه

وتضيف له الملح بدموعها كلما تذكرت أن ابنها بات تحت الثرى ...

 


وتلك الحبيبة والزوجة والخطيبة التي ترى صديقتها تحب وتمشي مع من تحب بعد الإفطار ...
وهي تعرف أن حبيبها كذلك كان يمشي وتمنت لو تمشي معه في آخر الطريق البري ذاك الى اوروبا الذي كان به فريسة للبرد أو لوحوش أو ... أو ... أو


كذلك أُخرى تحب وفقدت من تحبه لاتدريه إن كان معه من يوقظه على السحور ويطعمه ويسقيه كأس ماء أم انه بمفرده ...
لا أدري إن كان شهر رمضان سيكون امتناعاً عن الطعام والشراب فحسب بل سيكون امتناعاً عن الفرح والسعادة والاجتماع للبعض

 


فيارب فرج عن بلدنا ضيقها واجعل افطارنا هذه السنة افطار خيرٍ وفرح مع بلدنا عن ذاك الصوم الطويل الذي انهك قوانا وأفقد أجسادنا وأرواحنا الفرح ...
والآن وريثما ننتظر ذاك الإفطار من كل العالم ... أقول لكم .. كل عامٍ وأنتم بألف خيرٍ أبناء بلدي ...
وغداً سنلتقي بإذن الله على مائدة افطارٍ كبيرة في بلدنا بلد المحبة سورية ...


https://www.facebook.com/you.write.syrianews

2015-06-19
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد