ما فتئت و ما زالت و ما انفكت حكومتنا العزيزة و في كل مناسبة كبيرة أو صغيرة أو في ما بين السطور لتصريحات المسؤولين ... تذكرنا بالدعم المقدم من قبل حكومتنا لكافة فرد من أفراد الشعب .
شي دعم خبز و شي دعم مازوت و شي دعم كهرباء و شي دعم رز و دعم سكر و دعم القطاع العام و دعم المواد التموينية إلخ إلخ إلخ......
و عندما نقرأ هكذا أخبار نجد نفسنا خجولين من كرم حكومتنا الكريمة التي تذكرنا بمناسبة و بدون مناسبة بأفضالها علينا و كلنا نعلم أن الدخل لخمسة وتسعين بالمائة من الشعب السوري الكريم ... يشكل نسبة خمسين بالمائة من المصروف و كلنا نعلم أن الغالبية تنفض جيوبها في 10 أو 15 الشهر على أبعد تقدير و يبدأ الدين و الاقتراض للأيام السودا الباقية من الشهر ...
و كلنا نعرف أن الغالبية يلجأ إلى أساليب دخل إضافي عن طريق عمل إضافي شريف سواءً كسائق تكسي أو عامل مطعم أو إذا حالفه الحظ قد يحصل على عمل بشي معمل يداوم فيه 10 ساعات بعد وظيفته الرسمية و كلنا نعلم أن البعض يصبح عالة على المجتمع عن طريق الرشاوي و السرقات و جرائم السلب ليؤمن معيشته و كلنا نعمل لساعات إضافية عن طاقتنا البشرية في سبيل تأمين الضروريات أس 2 فقط لا غير ...
لذلك يكفي من حكومتنا أن تحملنا منيات و فضايل و ملايح بدعمها لأساسيات عيشنا و لقمتنا لأننا ( أعني نحن النسبة العظمى من الناس ) أيضاً نقوم بدعم الحكومة ؟؟؟؟
ندعم الحكومة بعملنا عندها مقابل أجر لا يكفي إلا عدة أيام من الشهر ... ندعمها بعدم تحميلها عبئ تأمين بقية معيشتنا لباقي الشهر .... ندعمها بعدم تحملها نفقة علاج عائلاتنا و أولادنا عندما تمرض و تبقى في الفراش منتظرين رحمة الله لعدم تشميلها الضمان الصحي ... ندعمها عندما نبتعد عن عائلاتنا عشرة ساعات يومية للعمل الإضافي الذي يغنينا عن الجوع .... ندعمها عندما يحترق قلبنا على أولادنا عندما يحصلون على 90 بالمائة في البكالوريا و لا يحصلون على كلية الهندسة أو الطب ...
ندعمها بقصر أعمارنا نتيجة الجهد و التعب و قلة النوم و أرقنا بسبب تأمين المعيشة .... ندعمها في قراراتها التجريبية مثل قسائم المازوت أو رفع سعر المحروقات ( لتوزيع الدعم على مستحقيه كما قالوا ) و التي ثبت فشلها باعتراف أحد كبار مخططي الفريق الاقتصادي ....
ندعمها في تقبلنا لقرارات زيادة الضرائب المستمرة و المتصاعدة على التجار و الصناعيين الذين بدورهم يرفعون أسعار السلع التي نستهلكها و تخرج الضرائب من جيوبنا و كأن الصناعي أو التاجر هو جابي ضرائب للحكومة .... ندعمها و نهز رأسنا بالموافقة عندما تقرر استيراد بنزين بمواصفات أوروبية يقلع 10 ليرات إضافية على كل لتر .... و غيرها كثير من الدعم المتواصل و المستمر و المنهك ...
برأيكم أيهما له الفضل أكثر ... دعمنا أم دعمهم ؟؟؟؟