في أحد الإحصاءات التي قرأناها مؤخراً أن استهلاك مادة المازوت خلال عام 2010 تناقص عن الأعوام السابقة بحيث بلغ الاستهلاك 64 بالمائة مقارنة بما سبق .
و يتفاخر أعضاء فريقنا الاقتصادي بهذا الإنجاز و يعتبرون أن هذا الوفر هو عن طريق منع التهريب .
و نحن بالتالي نهز برأسنا موافقين على إحصاءاتهم و لكن نبين وجهة نظرنا كمستهلكين لهذه المادة ذات الرائحة الكريهة للأسباب الحقيقية لهذا الوفر :
- عادة عند دخول موسم الشتاء و عند أول قرصة برد نتسابق و نسجل أدوار عند سيارات ضخ المادة القابلة للحرق و الفقير يعبئ خزانه الذي يتسع لـ 200 ليتر و الذي يا دوب يكفيه لشهر ليعود ليعبئه في الشهر التالي .. أما الغني فكان يستجر من هذه المادة ذات اللون الأصفر دفعة واحدة 2000 أو حتى 5000 ليتر لزوم الشوفاج الموزع على عدة طوابق ...
أما بعد مجموعة التدابير التي اتخذها فريقنا الاقتصادي لمنع التهريب ... تبهدل الفقير و الغني بلش يحسبها فالفقير بدلاً من تعبئة البرميل ... باعه لقصاب البيع ( اسم البائع المتجول بالحلبي ) و اشترى بيدونين سعة 20 ليتر و صار يزاحم الميكرويات و الباصات في الكازيات ليحصل على مؤونة كل يوم أو يومين معاً و بدلاً من دفع 1400 ليرة على برميل الـ 30 يوم أيام العز أي عندما كانت المادة المحروقة بـ 7 ليرات صار يدفع نفس المبلغ كفاية 6 أيام ...
أما الغني فصار يعبئ كل ألف ورا ألف و صار يقاتل على الجبهة الداخلية لإغلاق المشعات في الغرف التي لا تستخدم مثل غرف النوم و يتركها في غرفة الجلوس و المطبخ و صار يقنن ساعات العمل و التشغيل و بالتالي ...... بدلاً من أن يكون الاستهلاك استباقي .. يعني تمويني ...أصبح الاستهلاك تراكمي ... أي تقسيطي
- صار الفقير يبحث عن البديل لهذه المادة الغير مدعومة بأن يشتري مدفأة كهرباء استطاعة لا أقل من 300 واط ساعي و صار يسحب خط من قبل العداد و يتدفئ هو و عياله على مبدأ عدم إقامة الحد في زمن القحط على أيام سيدنا عمر .
و لم يستمع فريقنا الاقتصادي لطلب السيد وزير الكهرباء بتخفيض سعر الليتر لأن فاقد الكيلو واط يزداد يعني مطرح ما ؟؟؟ شنقوه !!! ( الاستفهامات السابقة من عندي .. و هي لتحفيز مهاراتكم في الكلمات المتقاطعة )
- صار الغني و أحياناً الفقير يميل الى مدافئ الحطب التي انتعشت صناعتها و توريدها من طرف جارتنا تركيا و التي وجدت سوقاً لها لدينا بعد بطلان الطلب عليها عالمياً !!!
- انتشرت مدافئ الغاز القاتلة يبطئ لاستنشاقنا نواتج احتراقها في حين يمنع التدخين في الأماكن العامة و القاتلة بسرعة إذا لم يترك منفذ لتبدل الهواء داخل الغرفة المغلقة تماماً ... و كم سمعنا عن حالات الاختناق بسبب استعمال الغاز في المدافئ و الحمامات و التي هي مسؤولية فريقنا الاقتصادي في إزهاقها .
- أرجو أن تكونوا لاحظتم ذكر الفقير و الغني بدون ذكر الوسط لأنه انقرض كما الديناصورات .
مما سبق نستنتج أن التوفير في مادة المازوت لحقه هدر في الكهرباء و الغاز و الأشجار.... و أن النتيجة واحدة .... و أن رفع سعر مادة التدفئة سبب أضراراً فاقت في مجموعها أضرار التهريب الذي كان حجة واهية سايرنا فريقنا الاقتصادي بإيهامهم أننا صدقناها ... و لنا لقاء آخر مع إحصاءات أخرى ( بضم الهمزة )
