ما من شيء مزعج و مؤلم أكثر من الفتق ... و الفتق لمن لا يعرفه هو أن ينفصل جزءان مخيطان مع بعضهما أو مجموعان قسراً بطريقة ما .. و بالتالي يصل الأمر بالنهاية لأن يحصل تفتق نتيجة الضغط الشديد الحاصل على المكون الواحد أو المكونين معاً ....
فكم من فتق أحرج صاحبه أو أصاب بالخجل صاحبته و خاصة إذا كان الفتق مفاجئاً و في مناطق تعتبر حساسة ...
و كم من فتق حصل و رافقه صوت ينم عن حصوله فترى الجميع يلتفتون بلحظة واحدة إلى مصدر الصوت و يساهموا في إحراج من انفتق أكثر و أكثر ....
و في الحقيقة هناك تفتيقات مؤلمة كما هو الحال في فتق القناة اللبية ... و هناك تفتيقات محرجة كما في البنطلونات و القمصان أو حتى الأحذية .... و هناك تفتيقات مضحكة كما هو الحال في تفتيقات بعض لاعبي الفرق الاقتصادية .....
فكما تسرب بشأن تعويض المازوت و الذي كان تفتيقة بحد ذاته ... أن أحد اللاعبين الأساسيين في فريقنا الاقتصادي .... رأى أن من يستحق الدعم المازوتي هم فقط :
- حوالي 425 ألف عائلة ممن شملهم المسح الاجتماعي من أصل حوالي 800 ألف عائلة تقدمت بطلب المعونة
- المتقاعدين ... الذين أفنوا عمرهم بالخدمة في الدولة في أيام كانت الرشوة نادرة .. يعني ما جمعوا شي لكبرتهم ... و اللي يا دوب راتبهم التقاعدي يشتريلهم دوا السكر و الضغط ... و بشرط ما يتجاوز راتب الواحد منهم 10 آلاف ليرة ....
- الموظفين .... المتزوجين فقط .... و الذين لا يتجاوز راتب المغضوب منهم 12 ألف ليرة ... يعني هناك خط قد رسم .... مقداره 12 ألف ... كل شي تحته فقير و محتاج و كل شي فوقه غني و مو محتاج و السؤال لماذا 12 و ليس 15 أو 8 و من قام بوضع هذا الرقم كحد فاصل للفقر و الغنى و بناءً على أي معطيات تم تحديد الرقم 12 ... و من سمح له بتقسيم الشعب فوق و تحت بناءً على رقم ... كأني أرى نفس البصمة لمن وضع شرط السيارة أم 16 حصان أو شرط أن لا يملك غير منزل واحد أو الشروط المتفتقة المضحكة العام الماضي و التي أمطرناها ضحكاً و تنكيتاً ....
و الحلو انو كل من يتفتق .... لا يخجل بل يخرج و يصرح و يدلي رغم أن هذا التفتق يصيب منطقة حساسة جداً و هي جيب المواطن
و رغم أن كل التفتيقات مؤلمة أكثر من فتق النواة اللبية و تصيب الجميع شرقاً و غرباً إلا أن فريقنا الاقتصادي يجاهر أن اقتصادنا هو الأقوى في المنطقة عام 2015
و رغم أنه عند صدور صوت عالي عن الفتق و التفات 22 مليون بني آدم باتجاه مصدر الصوت .. تجدون أن صاحب الصوت لا يهتم بالتفاتتهم نحوه و استغرابهم
و رغم انفتاقاتنا من التفتقات المتكررة في اختراع الضرائب اللي ما بتدخل لا بميزان و لا بقبان إلا أن فريقنا و لا عبالو
لذلك أقترح التفتيقة التالية حتى نقطع الطريق على كل التفتيقات التي ستصدر في الأعوام القادمة ألا و هي أننا لا نريد أي تعويض للمازوت أو لأي نوع من أنواع الدعم المباشر أو غير المباشر الذي يتصل بأي نوع من المحروقات لأنو يكفينا حرق أعصابنا مع كل مدخل شتاء .... و دمتم .