الإخوة و الأخوات السوريون :
في الشهرين الأخيرين و بالتحديد منذ بداية الثورات العربية .. تابعنا كلنا القنوات الفضائية العربية و الغير عربية الناطقة بالعربية أو حتى الناطقة بلغات أخرى و إذا كانت لغة المشاهد قوية بما يكفي لفهم ما يقولونه عبرها ...
كلنا أدمنّا السماع و المشاهدة لفترات طويلة و حتى هذه اللحظات تمر في عقولنا الصور التي رأيناها و أثرت بنا كمستمعين و مشاهدين و ذلك لأن الصورة تطبع في الذاكرة و لا تمحى ...
كلنا نذكر الصور من طفولتنا و حتى اليوم و حتى نستعيدها و نوصفها بدقائقها لأولادنا و كأنها أمامنا ....
و كلنا نتأثر بما نراه أكثر مما نسمعه ... فما نسمعه يمكن أن يمر على غربال العقل فيحذف و يمرر أجزاء
أما ما نراه فهو لا يمر على ذاك الغربال و هو يخزن مباشرة في راماتنا الدائمة دون المرور على المعالج و ذلك بسبب أن ما تراه العين هو الحقيقة الكاملة و الموثقة ....
و من هنا كان شاهد الإثبات المنزه عن الكذب دوماً هو شاهد العيان !!!!
و الذي أوصل أناساً للمشنقة أو براً آخرون أو ساهم في القبض على المجرمين أو ساعد على الإفراج عن المظلومين هو شاهد العيان ...
و كان في كل المحاكم هو سيد الأدلة و سيد القضية و سيد الجلسة ....
و هنا أريد أن أسأل .. لماذا هو صادق في كل القضايا التي نسمعها و ينقل ما يراه بصدق ... أما عندما يتعلق الأمر بسوريا ... يبدأ بالتزوير و الكذب و التلفيق و تركيب الصور و ترتيشها .. و تبدأ كل برامج تعديل الصور و الفيديو بالعمل لإنتاج نسخ معدلة من الصور الحقيقية لتصبح مزيفة ....
حتى الأشخاص من لحم و دم يتم تزويرهم في حالة سوريا كما في هسام هسام و محمد زهير الصديق و غيرهم ممن كشف لنا الله زيفهم ....
كلنا رأينا صور و فيديو يوتيوب و العربية و الحرة و فرانس 24 و كثيرون من الساقطين ... و أخيراً الجزيرة التي سأقف عندها ....
بداية كل احترامي لقطر و أهل قطر و شعب قطر و مواقف قطر ... و لكن ... قطر بعدد سكانها لا تتجاوز عدد سكان حي من أحياء حلب أو دمشق ... و قطر بمساحتها الصغيرة لا تشكل مساحة محافظة من محافظات أي بلد من البلدان العربية .... و قطر لم نكن نسمع عنها في طفولتنا و حتى في شبابنا .... أما اليوم فالدول العظمى تحسب حسابها و نراها تتدخل في التوفيق بين الفلسطينيين و اللبنانيين و نرى نشاطها في أغلب قضايانا العربية و خصوصاً بعد تراجع دور مصر القومي و كذلك دور دول عربية كبرى كالسعودية و الأردن كمعتدلون ....
اسمعوا يا إخوتي ... اسمعوا يا مسؤولين ... اسمعوا يا وزراءنا المحترمين و خاصة وزير الإعلام ... سبب هذا الدور المارد بالنسبة لدولة صغيرة هو قناة الجزيرة ...
فهي قناة مدعومة مالياً و سياسياً من أعلى السلطات في ذاك البلد و كلنا ننبهر بإمكانياتها و مراسليها ... و هي التي صنعت دور قطر و حاضر قطر ... رؤساء حكومات دول عظمى يذكرونها بالاسم ... ضغوط تمارس عليها بسبب مواقفها المؤيدة للحق الفلسطيني و دفاعها عن غزة و حزب الله في الحروب الأخيرة ... يجب أن لا ننسى ذلك ...
و لكن في حالة سوريا سقطت الجزيرة ... سقطت بتبنيها لفورة الثورات السابقة في البلدان الأخرى و حاولت رميها على الحالة السورية ...
و هنا رجائي و توسلي من المسؤولين عن الإعلام في بلدنا الحبيب ... لفت انتباهنا المولود الصغير ( القناة الفضائية السورية )... رجاؤنا أن تستغلوا سقوط الجزيرة في هذا المطب ... و أن تقدموا قناتنا الإخبارية كوليد بديل عنها و أن تدعموها مالياً و كادرياً و تجهيزاً و أن تكون كما سياسة قناة الجزيرة و أن نتجاوز أخطاءها و عثراتها لتكون البديل و لو البعيد المدى عن كل القنوات الفضائية التي اشمأززنا منها في الأيام الأخيرة و لتكن هذه القناة بذرة لقناة عالمية تكون حصن آخر من الحصون التي تصون سوريا بالصدق و الشفافية و تقديم الصور التي تكلمت عنها في بداية مقالتي بدون تزوير و بدون مساحيق تجميل أو تشويه ... و بشهود عيان يحقون الحقيقة ... فالعالم العربي اليوم بحاجة لبديل عن قناة الجزيرة ....
صحيح أن سوريا قوية بقيادتها و شعبها و طوائفها و قبائلها و كبارها و صغارها ... و لكن هذا لا يمنع وجود كائن قوي يزيد تواجدنا الإعلامي قوة و ينقل الصور ثم الصور الصادقة ... أعيد و أقول ... الصورة هي الأقوى في الذاكرة .