حين نعدو تحت المطر كي لا تبتل ملابسنا, حين نسرع إلى الميكرو ولو جلسنا على الدولاب أو بوضعية الوقوف كي ننجو من الأمطار والرياح .
عندما نقف تحت مظلة بائع الفول النابت ونأكل زبدية ساخنة ونغمس الفول الحار بالكمون والملح ونحتسي المرقة المشبعة بقطرات الليمون
عندما نشعل مدفأة المازوت بعد أن وتهب عشرين مرة وتملأ المنزل بالشحار والدخان فنضطر إلى فتح النوافذ ليبرد البيت أكثر مما كان عليه
عندما ننعم بوئام هذه المدفئة ونقمر الخبز أو نشوي الكستناء عليها ونضع فوقها إبريق الشاي لكي يبقى مستعراً بحرارتها
وأخيراً أجمل الحظات..
حينما تتأخر الشتاء ويؤجَّل هطول المطر ثلاثة أشهر ونشعر بالجفاف التام والقحط فنقوم بقلب صادق بصلاة الاستسقاء بعد قنوطنا وندعو من قلب منيب إلى الله تعالى [اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين – الله أنبت الزرع وأدرَّ الضرع - اللهم اسقنا غيثا ً مغيثا ً مريئا ً مريعا ً ، نافعا ً غير ضار ، عاجلا ً غير آجل اللهم أغثنا ، اللهم أغثنا ، اللهم أغثنا - اللهم اسق عبادك ، وبهائمك ، وانشر رحمتك وأحيي بلدك الميت]
فيمن الله تعالى علينا بنعمه وخيراته بمدرار من الأمطار والثلوج.. فهي أجمل اللحظات لأن الله قد استجاب دعاءنا وبرهن لنا رحمته وكرمه وعطاؤه إلى عباده