استجمعتُ قواي ، لكنني مبعثرة
ضائعة بين خطوط الذكريات
متاهة كانت عيناك .. فلماذا جعلتني أتوه فيها
ما ذنب قلبي المسكين ..؟
وما ذنب مشاعري وكلماتي لتطعن بسكين ..؟
خـرّبت كل حساباتي .. وقطعت جميع شراييني
ضاعفت عذاباتي .. وجعلت طيوري تهرب اليك من
فردوس بساتيني...
كـلُّ صباح ٍ كنت أكتب على ورقـة ٍ صغيرة ٍ مفرداتي
كي لا أتلعثم وأنا أنظر في عينيك ...
مرتديـة ً أجمل أثوابي
ولكنني في كل مرة كنت أذوب
كتماثيل ثلجيـة ٍ لها أرواح
فتحت بمديتك قلبي
ودخلت عميقا ً .. صحيح ٌ أنك كنت في نظر الناس
ســفـاح .. وفي نظر الياسمين سفــاح
وفي نظر العصافير ذبـّـاح...
لكن ، لا تقلق .. فأنت في نظري طبيبي الجــرّاح ..
كلُّ صبـاح ٍ كنت أحمل كتابي الذي وضعت فيه زهرة
حمراء منك زينتها بزهور التفــاح ....
تلك الوردة التي حفظت كل ذكرياتنا
كل ضحكاتك ، كل نظراتك ، كل حماقاتك ...
كنتُ .. مستعدة أن أقف قربك
وقتـا ً دون أن أرتاح....
أستمع لأحلامك
لآمالك ، لآلامك...
أستمع إلى إطرائك على أشعاري وكلماتي ...
وفي لحظة غرور ٍ تـَـعـُـدُّ نفسك الأمير على
ذاتـــي ...
وتأمر باسمك وتحتكر كل تصرفاتي ..
كنت تعشق كلماتي ...
حتى أنني بدأتُ أغار منها ولكن ....
ولكنني لم أكن أتخيـّـل يوما ً أنني
سأسخرها لرثاء ملاكي
الآن ملاكي قد راح...
وكل شيء ٍ يبكي .. كل شيء ٍ قد ناح...
في كل كلمة أقولها .. في كل زاوية ٍ
ومن شخصيتي أراك
فما زال الوقت مبكرا ً على الرحيل...
في يوم رحيلك اكفهرّت السماء...
وبكت .. ألا تصدقني ؟ لقد أحسست بدموعها
على يـد ي َّ..
وقد تبللت قدمي َّ...
قسما ً أقول لك ، حتى الزهور بكت ..
وكل شيء ٍ قد ناح..
أعلم أنك الآن في مكان ٍ أفضل ولكن ...
بعثرت ُ كلَّ أوراقي القديمة ......
وذكريات الماضي السقيمة ..
وكلُّ علاقات حبي العقيمة ...
وكل الزهور والاشعار واليواقيت
والأشياء ذات القيمة ...
وتنازلت عنها ...
لعلك ترأف بحالي وتعود
رميتها لعلك تعود ولكن...
ولكن هذه سنة ُ الله في الوجود...
كانت الصدمة تقذف بي يمينا ً ويسارا ً
ولكنني الآن أفقت ... وأدركت الحقيقة ...
ولكن بأصعب وأقسى طريقة ..
لقد بكت السماء ..
فلماذا الرجـــاء ؟ لمـــاذا الرجـــــاء ...؟