news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
قصص قصيرة
بيت مساكنة .. متواضع جداً ...بقلم : إبراهيم مسك

 ما إن غمضت عيناه نائماً إلا وفاجأه المنبه يرن برنينه المزعج الذي يعلن عن حتمية الخروج من دفئ الفراش للخروج إلى العمل من جديد ..


أسكت المنبه وهو يتأمل السقف دون أن يعي في أي ساعة هو ، وإلى أي عمل سيذهب هل إلى دوامه الرسمي الوظيفي ؟ أم لعمله المسائي في محل أبو جمال ؟ أم لدوريته الليلة في معمل الدهانات ؟؟

 

تنهد تنهيدته اليومية الثالثة فأطلت برأسها من السقف .. كانت تبتسم .. لا يراها إلا كذلك ..

فنهض مسارعاً وأمسك بالورقة التي تحفزه دائماً على عدم التأخر على العمل أو الغياب مهما كان مريضاً أو متعباً وقرأ : شراء غرفتين .. كسوة البيت .. البراد .. الغسالة .. غرفة النوم ..

 وأخيراً : تكاليف العرس ..

كانت الكلمة الأخيرة تعني له كابوساً لا ينتهي ..

 

فأبوها وأمها يريدان لابنتهم حياة تليق بها ، ويريدان حفل يتكلم به الجميع لا يقل عن حفلات أخواتها أو قريناتها ..

فالبراد كما فكر وهو يرتدي جواربه يبقى .. وكذلك الغسالة .. والفرن و.. و .. وسواء كان من النوع الممتاز أم من النوع الجيد فإنه في النهاية (غرض للبيت) ..

 

ولكن ما الفرق بين صالة فخمة في المدينة أو صيوان كبير في الضيعة ..؟؟

كان لا يجرؤ على التحدث بهذه الكلمة أمام أهل (جودي) ..

تأمل الغرفة التي يسكن بها ثم قال لنفسه :

كيف لم تعجبهم هذه الغرفة ؟؟

في كل مرة كان يزور بها أهل (جودي) كان أبوها يقنعه أن الغرفة التي يسكن بها لا تصلح للحياة ! وكان يقنعه بضرورة البحث عن بيت ، وأخذ رأيه قبل أن يقدم على الشراء ..

وكان جل ما يغيظه أنه لا يستطيع شراء أي قطعة للبيت دون أن يكون أبو جودي أو أمها موجودين معه ..

وصل إلى عمله الليلي ، وتوجه فوراً إلى مدير المعمل ، وطلب منه بدل الراتب دهانات ومواد الدهان ..

في يوم الجمعة دهّن الغرفة .. وقام بصيانات ضرورية للكهرباء و(الصحية) ..

وبعد شهر كانت الغرفة قد تغيرت تماماً ..

ذهب إلى معمل الدهانات ، وقدم استقالته .. وأخذ تعويضه ..

ثم عاد إلى البيت ..

كانت جودي تقف بعيداً عن البيت ، لوح لها ، وفتح باب البيت ودخل ..

أغلقت باب البيت .. نزعت شالها .. جلست ثم قالت له :

- أخشى أن يرانا أحد ..

- لن يرانا أحد بعد اليوم ..!!!

لم يعد يرى أبو (جودي) إلا في المناسبات ..

والقائمة التي كان يقرأها كل يوم رماها في سلة المهملات ..

و(جودي) صارت تأتيه عدة مرات في الأسبوع ، ويراها وهي خارجة من عملها ، ويلتقيها في الكافتريا أو الحديقة العامة .. والغرفة التي لم تكن صالحة للحياة (حسب أبو جودي) صارت صالحة لكل شيء ...

ولأول مرة  في حياته .. نزل إلى المول ، وملأ السلة بكل ما تطيب به نفسه ..

واشتري بعض أدوات التجميل النسائية .. وذهب إلى البيت .. ليجدها بانتظاره ...

2010-12-18
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد