أكرم الله البشر بالعقل وتحمل المسؤولية، فالكل مسؤول عن رعيته وعن نفسه وعن مجتمعه بالحد الأدنى، لك حقوق وعليك واجبات.
بمجرد أنك اتخذت القرار بدراسة أحد فروع العلوم الطبية فقد وقع على عاتقك تحمل المسؤولية مدى الحياة، المسؤولية المتعلقة بالدراسة الجدية فالأمر هنا متعلق بصحة البشر حيث لا مكان للهزلية أو اللامسؤولية فعليك متابعة التطور والتحصيل العلمي مدى الحياة، وخدمة المرضى وتخفيف آلامهم، وبعد التخرج وخلال الممارسة المهنية تواجهنا يومياً العديد من الحالات المختلفة فلا توجد حالة مماثلة للأخرى
هذه خصوصية الإنسان، فلكل مريض قصته وحالته
الخاصة، وعلى مقدم الخدمة الطبية سواء كان طبيباً أم طبيب أسنان أم صيدلاني اتخاذ
القرار خلال وقت محدد بتقييم حالة المريض ووضع خطة العلاج ولعل المهمة الأهم
والأصعب هي البدائل العلاجية لكل حالة وكيفية اتخاذ القرار بالخيار الأفضل للمريض
تبعاً لعدد من العوامل ومساعدته بالوصول الى أفضل حل طبي يتوافق مع رغباته وتطلعاته
وإمكانياته لأنها كلها مجتمعة تمثل عوامل تحدد لنا طريقة العلاج والمخرجات والنتائج
المتوقعة من العلاج.
يعتقد البعض من الزملاء أن التهرب من اتخاذ القرار يعفيهم من تحمل المسؤولية، وأنا
أعتقد أن المسؤولية تقع على عاتق الطبيب منذ اللحظة التي اختاره فيها المريض ومنحه
الثقة لتقديم المعالجة، فالتأخر في اتخاذ القرار قد يسيء من حالة المريض كما قد
يهدد حياته أحياناً، فشخصية القائد ينبغي أن تتمثل بالطبيب طالما كان واثقاً من
علمه وتشخيصه وأدواته
وخلال حياتي المهنية والإدارية كنقيب لمهنة
طبية في دمشق لم أر أي مريض قد لام طبيبه لتحمله المسؤولية بل على العكس من عدم
تحمل المسؤولية حتى ولو كانت النتيجة غير مرضية، ذلك لأن الطبيب بذل جهده وقام
بواجبه والباقي من عند الله تعالى وهي من مسلمات القضاء والقدر.
وأنا أقولها لطلابي في جامعة دمشق، افعل الصح ولا تخف ولكن استخدم كل الخطوات التي
تحميك وشارك باتخاذ القرار، فالمسؤولية قدر البشرية ويقع عليها المستقبل.
https://www.facebook.com/you.write.syrianews