نسير في طريق حياتنا وتمر علينا الأيام وسنين العمر ساعة بعد ساعة ..وفي كل يوم نكتسب فكرة جديدة وتزيد الأفكار فكرة فكرة ومعلومة معلومة لتتكون شخصيتنا وتنصقل خبراتنا لنواجه فيها مصاعب الدنيا
وفي كل يوم تتجدد الأماني والأحلام...والتي قد تتحقق يوما وقد لا تتحقق أبدا....
نلقي اللوم على الدنيا بكل مصائب الدهر ونقول : أه ٍ منك يا دنيانا دعينا ننعم بما أتانا ... وننسى أن الدنيا ما هي إلا رمز أو لقب أو اسم مثل اسمك الذي أطلق عليك لتُعرف به ...اسم أطلق على الحال الذي نعيش فيه ..ولا علاقة له بسعادتنا وتعاستنا
الله خلقنا وكتب على كل نفس سعادتها وشقائها ... وهو صاحب الزمان والدهر والدنيا التي نشتمهم في كل وقت وساعة
وننسى بأن الله هو خالقهم وأنه هو مقدر الأحداث ..والقضاء والقدر.
أحيانا تلبس الحيرة أجسادنا ..لم أقل نلبس الحيرة أثوابا ً لأننا من نختار الحيرة ثوبا ً يكتسي أفكارنا وأفعالنا ونتصرف كالأطفال دون أن نعرف أين تصل بنا هذه الطريق ...نعرف بأن لكل سؤال في هذه الدنيا له جواب لكن المصيبة ، عدم وجود من يعطيك الإجابة الصحيحة والشافية لكل أسألتك...
كل منا في أول مسيرته الحياتية يسأل نفسه ماذا بعد ؟؟!! وأحيانا ما الفائدة من وجودي في هذا العالم ؟؟!!
منا من اختار الحب والعشق هدفا ً أساسيا في حياته ورهن حياته لمعشوقيه..عندها قد يتركه الحب ويطرده عن جنابه
وقد يتبناه الوله كعبد عنده فيريه كل ألوان الذل واستعباد الكبرياء .. وقد يهبه أروع اللحظات لكن لا ينسى أن يترك فيه الألم.
ومنا من لا يؤمن بوجود الحب ..لأن سبيله مجهولة البداية والنهاية ومجهولة طبيعة رفقاء هذا الطريق...لكنه طريق محتم المسير ، بغض النظر عن نوع هذا الحب.
ومنا من اختار طموحه المرسوم له بالأفق هدفا عظيما ..أعطاه الجواب الأصح من سبب وجوده وسعيه لتحقيق هذا الهدف معناه أنه خُلِق لسبب في هذه الحياة وكلما اقترب من هدفه الذي رآه في الأفق تجددت صورته وكَبُرَ هذا الهدف بتقدم عمر الإنسان فلا يجد سبيل إلى نيله لأن هدفه قد كَبُرَ وشاخ أمام عينيه ، لكن المهم أنه يعيش من اجل هدف سام ٍ ..والدليل أنه سامي لأنه كَبُر َ أمام عينيه ..قد يكون هذا الهدف مادي أو معنوي حسب طبيعة وعقل صاحبه ..
منا من يجد بنفسه لا نفع له وأن الله خلقه عبثا ً في هذا الكون _ وحاشا لله أن يخلق أي مخلوق عبثا ً – فلا يشعر بكيانه ولا يعرف ماذا يفعل في هذه الحياة ، فمثلا الفتاة ذات الفكر المحدود تظن أنها خُلقت لتتزوج وتلد الأولاد وتعمل في المنزل وتطعم أطفالها ثم ترميهم في الشوارع ليتولّى الشارع تربيتهم فيخرّج جيلاً أجارنا الله من أفعالهم..وتظن بنفسها – الفتاة أن دورها قد انتهى بمجرد زواجها وولادة الأطفال ...فأمثال هذه النساء فعلا قد تجد وجودهم عالة على الكون بأسره ، إن التزمت الصمت نفعنا الله من بركاتها وإن تحدثت دعوت الله بتعجيل أجلها ..لما تشعر به من سياط الغباء تجلد ظهرك وتشعر بنبرات صوتها قد تآلفت لثقب طبلة أذنك ...
ومن خلال معاشرتي لنساء كثر من شرائح المجتمع ..توصلت لنتيجة ..أن النساء وبنسبة 80% قد تعدّت حدود الأدب والأخلاق والحياء والعفاف من خلال امتهانها لمهنة المهرّجة مع أصدقائها ومن خلال استخدام الألفاظ السوقية والتصرفات المنحطة خلقيا والتي لم ينزل الله بها من سلطان ، وكل ذلك بحجة جلوسها مع البنات..
واستهانت بكل لفظة سيئة تتفوه بها ..بحجة جلوسها مع البنات وأنها لا تتصرف هذه التصرفات ولا تتفوه بأي لفظ أمام أي شاب من أصدقائها إن وجودت هذه العلاقة بين الشاب والفتاة ... لم تدري هذه الفتاة أثر هذه الألفاظ عليها وعلى حيائها وعلى شكلها وعلى صورة منزلها وأهلها.
عندما سمعت هذه الألفاظ لوهلة شعرت أنني أجلس مع شباب الشوارع وقد فقدوا عقولهم عند اجتماعهم.. فما كان مني إلا أن اعتزلتهن وبينت لهن السبب "وضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أوكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون * ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثّت من فوق الأرض ما لها من قرار يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء * صدق الله العظيم
أنا لا أدعي الدين.. لكن بكلمات هؤلاء الفتيات أشعر بأصوات السياط تُضرَب أمام أذني حتى يصابا بالصمم ولا أحد يجبرني على معاشرة فتيات قد يحكم الناس علي ّ من خلالهن.. لان كل وليف على ولفه يلفي ...
وأود من خلال هذه المقال أن أوجه رسالة لكل فتاة أرجوك يا صديقتي لا تستهيني بأي لفظة قد تنطقي بها لأن ذلك سيهدد مستقبلك كأم لجيل المستقبل ، وهذا يهدد عذريتك المعنوية لحيائك وعفافك وأخلاقك كجنس لطيف ، معروف عنه برقة الإحساس ولطف النطق ..لا تضيعي كل مفاتيح مملكتك ..لأنك توّجت ملكة ، الحياء تاجك من قبل أن تولدي فإن فقدتي مفاتيح الحياء .. صرتي عبدة سيئة المعشر لا فائدة منك ومن وجودك..........
ومنهن من تجد أن وجودهن بركة وحديثهن متعة وعقلهن روعة إن ابتسمت فرد الحياء على وجهها ثوبه الخمري الفاخر ..وإن تكلمت يا هناء سامعها ..وإن تزوجت كان هدفها عظيم من زواجها أن تكون زوجة صالحة ..سند لانسان اختارها لتكون سيدة وملكة في بيتها أم لأطفال هنيئا ً للمجتمع بوجودهم .....
هذه كلمات كانت من وحي واقع كانت صدمتي فيه كبيرة و بنات حاولن إخفاء خُلقهن لكن فشلت محاولاتهن
ومهما تكن عند أمريء من خليقة وإن خالها تخفى على الناس تُعلَم
ودمتم سالمين ....................... يتبع