من الطبيعي ان يكون هناك مواكبه تدريجيه للتوعيه والمسؤوليه مع المرحله العمريه ونظرا لظروف بعض الناس يتم حرق مراحل معينه حين تفرض الظروف على الطفل قبل سن المراهقه ان يتحمل مسؤولية يعجز عن حملها الرجال الاشداء.
وأحد الاطفال اختفى والده والطفل في عمر 11سنه ومرضت والدته بمرض خطير وهو الداء الخبيث بقيت نزيلة في المستشفى لمدة تقارب العام وبقي الطفل الى جانبها مرافقا لها ليساعدها ويعتني بها واضاع سنة دراسيه كامله وهو دون بديل حتى في الاجازات واستمر سنة كامله مرافقا لوالدته التي دخلت في غيبوبه كامله لمدة ثلاثة اشهر قبل وفاتها.
الطفل لم يكن وحيد الابوين بل شقيقين وثلاثة
شقيقات معه وعاد الطفل لتحمل مسؤولية اشقاءه حيث ان جدته والدة المرحومه امه عاجزه
عن الوقوف او المشي ووجودها معهم مظلة معنويه للتوجيه والارشاد وبعد عودة الطفل
الذي واجه ظروف غير عاديه وفوق طاقة احتمال رجل وليس طفل الى مدرسته تداول بعض طلاب
المدرسه اشاعات بانه بلا اب ولا ام ومن السهل تجريحه واهانته والاعتداء عليه لفظيا
وجسديا وحيث ان الطفل لا يقبل التجريح والاهانه وطبعا تدخل اهالي الطلبة ممن
يتعاملوا بعدوانيه مع الطفل الذي لا سند له في الدنيا كان تعامل المدرسين والمدير
بالاخذ بعين الاعتبار ان بقية الطلبه لهم اهل وسند واما هو فمن السهل معاقبته عندما
حاول الدفاع عن نفسه لانه لن يحاسبهم احد فهو يتيم الام ويتيم الاب تقريبا والجده
عاجزه عن الوصول الى المدرسه وفي ظل مثل هذه الحاله فان الطفل الذي تحول الى رجل
بعمر مبكر وحرق مراحل الطفوله والمراهقه وفقد مظلة الاب وحنان الام وحضن الوالدين
اصبح في وضع نفسي صعب فالظروف معاكسه له ولكن الله لا ينسى من فضله احد ووقوف اولاد
الحلال الى جانبه ودفاعهم عنه ومساندته واجب لكل صاحب ضمير حي لترميم النفسيه التي
حطمتها الظروف والتعامل بشكل عدواني معه ممكن ان يحوله الى انسان يصعب التعامل معه
وبقية الطلبه يتباهوا بثروات او مراكز او اعمال اباءهم وهو يشعر انه وحيد في الدنيا
ومسؤول عن اسرة من سبعه هو واشقاءه وشقيقاته وجدته ولكن الله يمنح الانسان القوه
فوق العاده ليواجه ظروف الحياة المعاكسه والنتيجه في حال وجود اهتمام وترميم
للنفسيه التي تصارع الحياة يتحول الطفل الى انسان ايجابي وعنصر عطاء في المجتمع وفي
حال الاستمرار بالاهانة والتجريح والاعتداء عليه فالمستقبل مجهول