أمسك قلمي بقلق وترقب سطوري تلك الكلمات المتلاطمة في داخلي منذ حين كلماتٌ ترقب لحظة الولادة ولكن عبثاً تحاول أفكار كثيرةٌ تتصارع داخلي مفاهيم كبيرة .
عامٌ أقبل على الرحيل وعامٌ جديد وصفحات عمرٍ بأكمله ملامح أمٍّ اجتثّت الكثير من مشاعري أشعلت في داخلي ما لا أقوى يوماً على إخماده وشتاءٌ جاء أقسى من كل ما سبقه من عمري أصدقاء رائعون و آخرون جرحونا بألمٍ كبير وأخيراً سعادةٌ غريبة ومرضٌ احتلّني لبرهةٍ من الزمن هل يا ترى ستتّسع كلماتي لكلّ ذلك اليوم؟؟ أين ستبدأ و كيف ستنتهي؟؟
وشوقٌ يقوى على كلّ ما يجول في داخلي شوقٌ للزمن الماضي ليستسلم اليوم بيقينٍ مطلقٍ أمام قسوة إصرارهم على الغياب وحبٌّ غريبٌ لم أختبره يوماً أصدقاء رائعون بنَو في نفسي كثيراً اهرب إليهم كلّ حين ألقي بما يثقل كاهلي ربما أبكي كثيراً وتمتدّ يدٌ حانيةٌ رغم المسافات لتمسح عن ذاك القلب غبار التّعب لترأف نفسي الكسيرة ولتبعث طاقةً غريبةً في أرجاء روحي ودعاءٌ صادقٌ يحيا في داخلي يملؤني نشوةً وطاقة يدفعني للأمام ويجعلني أدرك أنه ربّ السماوات يحيطني بعنايته في كل لحظة
وأغفو قليلاً على أعتاب شتاءٍ غريبٍ هذا العام رغم عشقي القديم للثلج ورائحة المطر ورغم قدرة تلك النفحات الباردة على إشعال كلّ ما في داخلي من مشاعر وجنون إلا أنني هذا العام رضخت لقسوة شتاء ظالمة لقاءٌ وفراق وصدىً موجوع وبردٌ نال مني رغم كل تلك القوة التي كنت ولا زلت أدّعيها كلّ حين ومفاجآتٌ أهلكتني بل ربّما بدّلت كل مشاعري الدّافئة برداً قارصاً حتى أحسست أنّ قلبي قد توقّف عن النّبض من جديد
ومرضٌ لازمني لفترة من الزمن أنهك قواي وأشعل في داخلي حنيناً كبيراً لكلّ من أحببتهم وجعلني أوقن أن السّعادة يستحيل أن تكون في اقتناء الكثير كما يظنّ الكثيرون ربما أعظم السعادة أن تكون بجوار من تحبّ تنعم بصحةٍ كاملة وتملك القدرة على الرضى والشكر ربما تكون في بسمةٍ تزرعها على وجه طفل أو دمعة تمسحها عن قلب مهموم ربما تكون في دعاءٍ صادقٍ من قلبٍ مكسور حاولت ولو عبثاً أن تجبر كسره ربما تكون في عطاء خفيّ قد يكون صغيراً في قدره عظيماً في أثره كانت لحظاتٍ صعبةً تلك التي جعلتني أفكر كثيراً ما الذي تستحقّه منّا هذه الدنيا وهذه الأيام ؟؟ ما الذي نجري وراءه وكلّ شيءٍ زائل لأدرك أنك إن كنت تنعم فقط بالصحة الجيدة ربما تكون قد امتلكت أغلب السعادة
آآآآآه وملامح أمّ يعجز قلمي هنا عن الكلام فقد أصرّ على الهروب كثيراً بل ربما لم يملك يوماً تلك القدرة على البوح عنها ولا زال يقف عاجزاً أمام روعة عطائها أمام ذاك الحبّ المهول الذي أودعه ربّ السماوات والأرض قلب الأمّ بيني وبين والدتي سرٌّ غريب ربما لأنني الأكبر سنّاً بين إخوتي وربما لأننا نتبادل الأدوار فيما بيننا فتارة نكون الأخت وتارة الصديقة وتارة الفتاة والأم ربما نحزن ربما أودع جرحاً ما في قلبها دون قصد ولكني على ثقة بأن لقلبها الصغير الكبير تلك القدرة على احتواء كل جراحاتي كل أخطائي كل حزني وفرحي قناعاتٌ كثيرةٌ زرعتها في داخلي لازلت أذكرها كل حين ودعاءٌ صادق و حبٌّ لم أتخيّله يوما ودموعٌ دافئةٌ بوسع الكون وقلبٌ يتّسع لكونٍ بأسره
صدقاً تعجز كلماتي هنا عن الخروج إذ أنني ربّما إن تكلمت لم أؤدها حقّها ولكني أترك لسطوري أن تذخر بما في داخلي عندها ربّما قد تدركون ثقل ما يختبئ بين السطور وثقل ما يعتلج في داخلي وثقل ما يمكن لقلمي أن يرسمه بصمتٍ على أوراقي
وأبدأ من جديد عامٌ يودّعنا وعامٌ يستقبلنا وأقف أرقب بقلقٍ أيام الماضي هل يا تراني أحرزت الكثير أم أنني أنا في ذات المكان ولكن بعد مضيّ عامٍ بأكمله أحلامٌ كبيرةٌ تعصف بي و آمالٌ بأن يكون للعام القادم عنواناً جديداً في حياتي فقد عشت أعوام صمتٍ كثيرة وكان لي عامٌ يعجز النسيان أن يطويه وكانت هناك أعوامٌ ربما لن أتحدّث عنها إلا لنفسي
أعلم اليوم أنني أثقلت عليكم بكلماتي ولكني اشتقتكم بصدق اشتقت صدى كلماتي بينكم وأردت أن أودع عامي معكم وأن أبدأ عمراً مشرقاً بوجودكم
لكم مني كل الود