تكلّمنا يومها بصدقٍ مطلق لينطوي نقاشنا على الكثير من الأمور ومن أحدها أننا اتّفقنا على أنّه لا يكفي لكي نكتب أن نمتلك قلماً ودفتر.. وأنّ الألم هو من يشحننا للكتابة.
ربّما أو يملؤنا حدّ الثّمالة بالكثير من الكلمات التي لا تجد لها متنفّساً إلا عبر أقلامنا و كلماتنا..
وفي اليوم التالي رحل لا أدري هل تعمّد أن يمنحني قدرةً جديدةً للكتابة بألمٍ كبير؟؟ أم هي رغبةٌ منه في قراءة المزيد من كلماتي التي لفّته بسحرٍ غريبٍ يوماً ما, بات رحيله كما رحيل كلّ الأشياء من حولي أمرٌ اعتدته ربّما وذكرى تستيقظ كلّ حين تدفعني للاختناق بألمٍ غريب ثم تعود لتنام بصمتٍ مطلق.
وأشعر بريحٍ باردةٍ تسري في داخلي الذي بات فارغاً من كلّ شيء, مجرّد اطيافٍ تعبث هنا تتحدّث بجنونٍ حيناً وتعود لتغفو حيناً آخر ويختلط في داخلي شوقٌ وحبٌّ و ألمٌ وذكرى ورغبةٌ عارمةٌ في النّسيان, أم ربّما أنّ النّسيان بات جزءاً منّي لا أملك قدرة السّيطرة عليه.. أنسيان هو؟؟ .. لست أدري..
بل ربّما هو خدرٌ في الذاكرة يمتدّ فترةً طويلة يمحو فيها كلّ ما كان لأعيش في فراغٍ مطلق ويغيب حيناً ليتيح لكلّ ما نام في داخلي أن يعبث بأشتات ذاكرتي من جديد وأدرك الآن أنّني أرغب في أن أهجر كل شواطئ الذّكرى ومدن الماضي التي قبعتُ فيها لعمرٍ طويل أريد أن أنهض من جديد ..
لن أحيا أصداء أملٍ بالرّجوع و لن أعيش انتظار ما يمكن قدومه أريد فقط أن أنعم بهدوءٍ يلفّ عالمي أن أستكين حيناً من صراعٍ يدور في داخلي بين الماضي والحاضر.. وأمضي بسكونٍ غريب .. ربّما أرقب شمس أيّامي وهي تنهض من جديد.. وأرجو فعلاً أن يكون "بكرا أحلى" ...