news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
خواطر
دندنة عودٍ ورحلةٌ صباحيّة.. بقلم: بسمة

تتزاحم الكلمات في داخلي.. هي بضع كلماتٍ من صديقةٍ في القلب.. بعثت في داخلي تلك الرّغبة العارمة للكتابة.. وأشارت ربّما إلى الكثير من الأشياء التي لطالما غفلت عنها..


صباحٌ مميّزٌ اليوم.. استيقظت متأخّرة عن موعد عملي.. وبرغم ضيقي لذلك.. إلا أنّني اعتقدت أنه كان صباحاً رائعاً.. فليس كلّ يومٍ يبدأ مع والداي وموعدٍ بالقهوة الصباحيّة.. ونقاشاتٍ مضحكة.. مثيرةٍ للغيظ أحياناً.. و تعابير حبٍّ ضمنيّة.. و دعوات رضى تنبع من قلب والدتي.. تشعرني أنّه رغم كلّ ما يعترينا في هذا الكون.. هناك قلبٌ طاهرٌ يتّسع لنا.. لآمالنا.. لآلامنا.. لأحزاننا وحبّنا..

خرجت ووالدتي فلكلّ منّا موعد للذهاب إليه.. وبدأنا بحديثٍ طويلٍ قصير.. آثرت فيه والدتي أن تطيل الطّريق.. رغبة في نقاشٍ ربما متكّررٍ لا ينتهي..

 

وتبدأ رحلتي كما كلّ يوم.. رحلةٌ أسافر فيها إلى الكثير من عوالمي.. أتفرّد بها مع أفكاري وأنا في طريقي إلى العمل.. نصف ساعةٍ أقضيها و أنا أحصي ذكرياتي ربّما.. أو أمرّ على الكثير من مواقفي.. أو أمضيها و أنا أكتب تعبيراً عن كلّ ما يعتريني.. أو أؤثر فيها أن أزيح غمامة التّفكير عنّي..  وأستسلم لتلك الطّبيعة المهولة من حولي..

اليوم بردٌ هادئ.. وقطرات مطرٍ مبعثرة.. وربيعٌ يحاول أن ينهض من جديدٍ بعد سباتٍ طويل.. ودفءٌ يتزاحم عبر ثنايا البرد.. ليهزم البرد حيناً ويهزمه البرد حيناً آخر.. وكأنّ الشتاء هذا العام قد دام طويلاً.. وكأنّنا بتنا بانتظار شمسٍ تزهر في قلوبنا قبل أن تملأ الكون من حولنا.. حتّى الطّبيعة بدأت تنهض من جديد.. لتكتسي حلّة الربيع.. وأدرك في غفلةٍ من كلّ شيءٍ روعة وطني.. ففيه نختبر كل الفصول ربيعاً وشتاءً وخريفاً وصيفاً..

 

يبدو أنّ طريقي اليوم إلى عملي قد طال رغم أنه قصير.. ويبدو أنّها أفكارٌ كثيرةٌ تلك التي أبحرت بي.. لأصل في النّهاية.. وتصلني رسالةٌ من صديقتي.. تبعث في داخلي تفاؤلاً أكبر.. ترسم لكلّ شيءٍ وجهاً أجمل.. وتوقظ في داخلي مشاعر رائعة.. ربما حنيناً.. وربما حبّاً.. وربما شوقاً للكثيرين من الحاضرين الغائبين..

 

أقرؤ كلماتها بصمتٍ صاخب.. وأستمع لدندنة عودٍ هادئةٍ لطالما عشقت سماعها.. وأغفو على ترانيم دعاءٍ رائعٍ لا أدري ما الذي بعثه في نفسي من راحةٍ وطمأنينة.. اغرورقت عيناي بدموع رجاءٍ لبضع ثوان.. لأجدني أمسك بقلمي.. وأخطّ كلماتي هذه.. معبّرة عن روعة ما حمله صباحي اليوم.. ولأتمنّى لكم جميعاً صباحاً رائعاً كروعته.. ولأرسل لكلّ من أحببتهم من غائبين حاضرين.. رسائل حبٍّ وشوقٍ دافئة.. لا تقتصر على يومٍ واحدٍ.. ولكن تمتدّ لتلوّن كلّ صباحاتهم..

2011-04-24
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد