كل شخص يعرف من خلال أعماله ومواقفه وأفعاله في هذه الدنيا ولا يوجد أحد منا معصوم عن الغلط وإرتكاب الشر وبنفس الوقت يقوم بأعمال الخير ويحاول أن تكون أفعاله سليمة قدر المستطاع .
ولكل إنسان سلبياته وإيجابياته ولديه مساوئ ومحاسن ولكن البعض ينزعجون من نقد الناس لهم والبعض يفرحون ويعتبرونه محبة لهم وخوف عليهم .. وقد رأينا في الآونة الأخيرة هذا الكم الكبير من المسلسلات لبعض الشخصيات الفنية والتاريخية والدينية وغيرها من الشخصيات التي تركت أثراً مهماً في حياتنا وفي التاريخ القديم والحديث ..
ولكن أليس من الغريب أن كتاب السيناريوهات والمخرجين يظهرون بعض هذه الشخصيات دائماً على أنها إيجابية ومحبة للخير ولا يوجد فيها أي جانب سلبي أو جانب من جوانب الشر فهل هم لهذه الدرجة كانوا معصومين عن كل السلبيات الموجودة في حياتنا أم هم ملائكة في أزمنة كانت معروفة بالخيانة والحروب والفتنة وحتى الشخصيات المعاصرة التي لا تقل مشاكلها عن تلك الأزمنة ولكن بطريقة متطورة ومناسبة لهذا الزمن ..
فلماذا لا يتكلمون عن جوانبهم السلبية أو جوانبهم التي كانت تحب السيطرة والتملك والتفرد بكل شيء والأضرار التي كانوا يلحقونها بكل شخص يحسون أنه يشكل خطراً عليهم أو الوصول لمكانة أهم من مكانتهم فهذه الأمور التنافسية موجودة بالإنسان وهي تختلف من شخص لآخر ونرى وجودها في الشخصيات التي تحب أن تكون في أعلى المراتب والغريب أنه أصبح من الدارج إنتظار وفاة هذه الشخصيات المهمة والمسارعة لأخذ الحق الحصري في تأليف مسلسل عنها
وتبدأ المقابلات المرئية والمسموعة والمؤتمرات الصحفية والمنافسة بين الممثلين والممثلات لأخذ أدوار البطولة ولتمثيل هذه الشخصيات فإذا كانت الشخصية رجل يبدؤون الرجال بتنحيف كرشهم ومنهم من يحلق شاربه ومنهم من يضع شارب و باروكة وإذا كانت أنثى فالممثلات تبدأن تقرأن عن هذه الشخصية وتظهرن مدى إعجابهن بها ومنهن من تدخل النوادي الرياضية للتنحيف ومنهن من تفتح شهيتها للأكل لتنصح أكثر وغير عمليات التجميل وتحدث ضجة إعلامية وإعلانية عن هذا المسلسل .
لم تحدث طيلة فترة حياة هذه الشخصية التي يدور حولها المسلسل وحتى في عز إنجازاته وكل هذا سعياً للشهرة على حساب هذه الشخصيات ويبدأ الخلاف مع الورثة أو أهل هذه الشخصية حول المواضيع التي يجب الكلام عنها لتجعل هذه الشخصية بقمة الإنسانية وكأنها ملاك نزل من السماء أو رسول معصوم عن الغلط وفي حال وردت جملة أو مشهد لم يتفق عليه من قبل وفيه إساءة لهذه الشخصية تبدأ الدعاوى القضائية وحتى قبل نهاية المسلسل لأنه لا يجوز إظهار هذه الشخصيات بمظهر سلبي أو رؤية الناس لبعض جوانبهم السيئة وخلال ثلاثين يوماً يرى الناس حياة هذه الشخصيات وتلخص حياتهم التي إمتدت لسنين في ثلاثين يوماً وماذا يرى المشاهدون غير التلميع وتمسيح الجوخ لهذه الشخصية وكم من المشاهد والمواقف التي يتكلمون عنها وليس لها أساس من الصحة وحتى الأهل أو الورثة يستغربون لها ولكن لا مانع طالما أنها تخدم الشخصية وتظهرها بأجمل حلة وأجمل روح.
أليس من الأفضل ترك هذه الشخصيات للزمن وللتاريخ فهو أولى في إظهارها كما يجب وكشف العديد من الحقائق عنها دون تلميعها وتمجيدها وربما البعض منهم لا يستحقون كل هذه الضجة التي حدثت والنقود التي صرفت وكم كان أفضل صرف هذه النقود على أمور أهم وموجودة في تاريخنا المعاصر من مشكلات إجتماعية وسياسية وإقتصادية وإلى آخره من المشكلات ولكن يبدو أنها موضة العصر فماذا يهمنا إذا عرفنا إسم المدرسة التي درست بها هذه الشخصية أو إن كان صاحبها قد أحب زميلته أو جارته وماذا كان يأكل ويشرب وغيرها من الأمور فكل الناس يفعلون ما فعل وليست بأمور غريبة عنا وحتى أننا لا نعلم صحتها من حقيقتها وهناك أشخاص في حياتنا قد قاموا بأفعال أهم في حياة الناس ولكن لا يحبون الشهرة والمنظرة وكما أننا لا نجد شخصية ما زالت على قيد الحياة ترغب في كتابة مسلسل عنها خوفاً من مواجهتها للكثير من الإنتقاد وفضح الأمور المستورة والغير معروفة لدى الناس ولكنها معروفة من المقربين والأصدقاء ومن الناس الذين إحتكوا بهذه الشخصية وأما بعد وفاة هذه الشخصيات الموجودة في وقتنا هذا أو التي كانت في الماضي من السهل الكلام عنها بالشكل الذي يناسب الأهل والورثة ويحفظ ماء وجه هذه الشخصيات وأخيراً
أدعي ربي أن يحمينا من الأعظم ودمتم بخير ....