(إلى أمي)
في هذا الغروب… سأقفُ فوق هذي الرابية كشجرة السرو العتيقة..! بكامل عصافيري ونملي.. غباري .. منتظراً حطاب الزمان لأرقدَ في موقده إلى الأبد وعيناي المطفأتان.. ترنوان إلى البعيد البعيد…
إلى حيث الجنادب تودع الصيف العجوز ويخورُ بقرُ اليأس ِ في حظائر الملل والنسوةُ يحلبن الفرح من ضرع ِ الخيبة … ويملأن العسل في جرارهن من نبع الخطيئة.. في غفلة ٍ من أعين حراس الطهارة !! الذين يرشفون شاي الشهوة قرب أتان ٍفتية..!!
والفلاحات ُالصغيرات ُ يتلمسن َ عناقيدَهنّ الغافية تحت أثوابهن ّ ويعصرنها علّ نبيذ الله يسيلُ ويُغرقُ القرى البلهاء.. وهنّ يتهامسن: هل لامس َالقمر ُالسحابةَ حتى حملت بالندى؟؟! آه.. يا ليتنا كنا.. سحاب !!! ..
الآن سأمضي ..إلى هناك لأغرقَ في شبر حب ولأسلّم على الضفادع التي لونت دفاترَ الصمت بحبر ِالضجيج رامياً عظامي للذئب ِ الذي أكل َجدتي قافزاً كأرنبٍ صغير.. راكضاً إلى أمي التي كنت ُأرجوها أن تُسرج لي حصان الرجولة وأنا ألهو بخصل ِ شعرها الفاحم لأقول َ لها: سامحيني يا أُماه….
لقد أعدَدتُ لتمساح الحياة أربعة غزلان.. ووردةً للخريف… الآن سأمضي تاركاً زوجي التي قلتُ لها وأنا أنظرُ بمرآة الزمان ولحيتي مخضلة بدموع الطفولة: أسرجي العاصفة.. أسرجي العاصفة.. سأعود حملاً في حرج أمي أقضمُ عشبَ الأمومة وأركض خلف فراشة ٍ تمضي من الزهرة إلى القنديل لأنطلق َفي كل صباح من بابنا الخشبي كنبع فأنا اليوم تهدّمتُ …. تهدّمتُ وسالت عظامي كالدموع