تعالوا نتناقش وبدون لف ودوران شرط أن نضع النقاط على الحروف، سنناقش حتى ما لا يناقش سنناقش البديهيات إن شئتم ــ لكن تعالوا للحظة نفكر فيها ــ ونتساءل بخبث أو براءة لا يهم لكن يجب أن نسأل السؤال التالي: ما هو هذا السر العجيب الذي يكمن خلف كل هذا الهوَس والعشق والحنو (النوّاسي) الذي تسميه فضائيات النفط، تجاوزاً بالثورة السورية؟!
حسب معلوماتي البسيطة والتي علمتني إياها وقائع التاريخ القريب والتي تقول إن الولايات المتحدة الأمريكية وشريكتها التابعة أوروبا الرأسمالية لا تغنجان ولا تدلعان ولا ترميان قطع الحلوى إلا لإسرائيل..
إسرائيل وحدها العزيزة على قلبهما!! .. وفي حالات قليلة لعملائهما الذين يلعقون الحذاء ــ ويتمرغون في مستنقع نفاياتهما .. ولكن إلى حين!!.
فهل هذه المحبة العارمة لهذه المعارضة (الثورية) عن عبث ولله بالله أم لأن هذه المعارضة تأتي في سياق المشروع الإمبريالي عموماً والأمريكي خصوصاً ــ حيث سيتم الاستفادة منها لترمى بعدئذ في مزبلة التاريخ؟!
التجربة الأمريكية في العراق واضحة وضوح الشمس، وحدهم العميان والأغبياء والعملاء لا يريدون رؤية الحقيقة فمشروع إزالة الديكتاتورية وإحلال الديمقراطية المزعوم لم يأتِ للعراق وشعبه إلا بالكوارث والتي جعلت العراقيين يترحمون على ديكتاتور يُعتبر من أسوأ الديكتاتوريين في العالم بعد الحرب العالمية الثانية..
فهل عن عبث كل هذا الضخ الإعلامي (والذي بدأ يفقد فاعليته لشدة التهويل والكذب والذي ما كان يمكن له أن يلعب دوره القذر لولا ضعف مصداقية الإعلام السوري، ولضعفه التقني)؟! وهل عن عبث بروز كل هذه الشخصيات والأحزاب التي لم يسمع بها المواطن السوري من قبل؟
حيث وجدنا أن شخصيات كثيرة بلا تاريخ وبلا ثقافة قد أبرزتها هذه المحطات وألقت عليها الأسماء والألقاب العلمية الحسنى، سمعنا بأحزاب لم نرها حتى بأكثر المجاهر تطوراً وأعتقد أن أمينها العام الذي يحفظ (قراءة) المعارضة .. لم يسمع بحزبه قبل اللقاء التلفزيوني معه!!؟..
أرجو ألا يقول لي قائل أن هذه الدول تتدخل لأسباب إنسانية؟!
أرجو كي لا أصاب بالغثيان الله يرحم الإنسانية وقيمتها لا تنصبوا القتلة قضاة من تسبب بقتل أكثر من مليون إنسان في العراق واستخدام اليورانيوم وأحدث آلات القتل الجماعي واحتل بلداً مستقلاً مستخدماً مخزناً هائلاً من الكذب المكشوف ولم يستمع إلى رفض شعوب الأرض لهذا الاحتلال لا يحقُ له أن يكون قاضياً!!..
الذي صنـّع بن لادن ودعمه وسماه مقاتل الحرية ثم قتله بعد أن استنفذ مهماته لا يحقُ له أن يتكلم عن الإرهاب الذي يدافع عن إسرائيل بما تعنيه من احتلال وقتل وعنصرية وتخلف إنساني لا يحق له أن يتكلم عن القانون الدولي الذي حوله إلى قانون غاب.
من قتل أثناء احتلال الجزائر وفي يوم واحد خمسة وأربعين ألف متظاهر سلمي في يوم واحد ولم يحاكم لا يحق له أن يتظاهر بالإنسانية.
لا نقول هذا للدفاع عن أحد فنحن نقول بمبدأ (كل نفس بما كسبت رهينة) ولكن نقول هذا لأننا نعرف جيداً تاريخ هؤلاء القضاة أو ما يسمى بالمجتمع الدولي ولأننا نعرف أن ما يزعمونه ليس هو الحقيقة بقدر ما هو وسيلة للضغط السياسي لانتزاع مكاسب ولتقديم تنازلات تخدم المشروع الاستعماري .. ومثال البشير (أقرب من الجفن للعين) حسب أغنية إلياس خضر!!..
ما يُسمى بالمجتمع الدولي يشبه وإلى حد بعيد الأنظمة القمعية الفاسدة والتي تقوم بين الفينة والأخرى بعمليات ما يُسمى كذباً بحملة مكافحة الفساد بهدف امتصاص النقمة وتلميع الصورة فيُلقى القبض على بعض الموظفين الصغار الذين قد يكونون ارتكبوا عمليات فساد صغيرة أو دُبرت لهم كمائن لأنهم لم يسايروا الوضع بهدف إزاحتهم من الطريق بينما تترك قطط الفساد السمان تسرح وتمرح..
ما نريده من المعارضة السورية ومن القسم الوطني فيها تحديداً إعلان موقف واضح كالشمس كي نصدقها ونتعاطف معها أن تعلن رفض التدخل الأمريكي والإمبريالي في الشأن السوري وأن تشجب أولئك الغربان الذين يطلبون التدخل الخارجي، ويشكرون أوباما للدعم الذي يقدمه طالبين منه المزيد!! .. في الوقت الذي يتم فيه شتم المقاومة الوطنية اللبنانية وشتم قائدها المحترم حسن نصر الله في تظاهرات الثوار الأنذال وتـُحرق أعلام حزب الله لا تدعونا أن نقولها وبالفم الملآن (المكتوب واضح من عنوانه) فكل معارضة تستنجد بأمريكا هي معارضة عميلة وبامتياز وإسرائيل أشرف منها بمليون مرة، وكل معارضة تحميها وتدعمها أمريكا وتقبل بذلك هي معارضة عميلة أيضاً بامتياز تستخدم قياداتها (المخفية) ألم ووضع الناس وتحسن ركوب موجة الاستياء المشروع الناتج عن ضيق الحريات السياسية وسياسة النهب الليبرالية ومحيط الفساد الذي أثبتت الحياة وبحق أنه خيانة وطنية موصوفة لأنه الأرضية الخصبة لنجاح المشروع الذي تقوده قوى خفية (بالطبع هي معروفة لمن يقرأ الوقائع جيداً).
فعندما تسأل واحداً من (الثوار) وعذراً من تشي غيفارا وسلطان باشا وهوشي منه وحسن نصر الله لاستخدامي لهذه الصفة في غير مكانها ــ ما هو برنامجكم يقول لك (حرية) وبالطبع يجرد هذه الحرية من لحمها وعظمها أي من بعدها الاجتماعي والاقتصادي، ولو قلت لهما رأيك بما قاله عبد الرزاق عيد أو ... أو ... أو ... أو ... يقول لك ــ إن أحرجته بما قال فلان ــ هذا رأيه .. لا علاقة لنا به ... حسناً نسأله إذاً ومن هي قيادتكم يا حبيب قلبي!؟ .. يجيب بلا أدنى تردد .. الشعب!!!..
حسناً تقول الشعب كلمة مطاطة كل واحد يعتبر نفسه الشعب يا نور عيوني من يحدّد لكم الشعارات وساعات التظاهر وأسماء الجمع!؟ بعضهم يقول لك كل ذلك يأتي عبر وسائل الإعلام والفيس بوك.
ثم نسأل: طيب يا مشاشة عظامي وشريكي في الوطن ومن يرسلها عبر الفيس بوك؟! .. طمئن لي قلبي فأنا بطبعي شكـّاك هكذا علمني ديكارت وبالطبع وفي الغالب لا جواب..!..
ولكني أتساءل ليس بشك بل بتشكيك:
ألا يمكن أن تكون قيادة هذه التحركات ملائكة..!؟ كما يمكن أن تكون في الوقت عينه في إسرائيل؟! طالما هي مخفية ومجهولة لا من باب اليقظة الثورية بل من أجل التضليل فالطريق إلى جهنم معبدة بالنوايا الحسنة ولا مكان في التاريخ للمغفلين!!..