أيقظني وهو يلامسني رويدا رويدا بدفئه وحنانه .. تفتحت عيناي وقلبي أكتحل بعشق سواده ... جلست معه وأملا تلألأ في دموع سمائه ...

بدأ بكلمات حزينة قالها : لماذا رحلت وتركت بحرا من السواد ؟ أبحرت فيه بعيدا فرأيت مصابيح تتعمق غوصا في داخلي ترطب كلماتي وتسقي كياني ..

كلماتي لا تستطيع النطق لاشتياقي فاكتفيت برفة رموشي وخفقان أهدابي ..

عاتبتني مصابيحه لتجمد ذاتي وذوبان مشاعري .. بيوت أقفلت نوافذها ونامت في أحضانه ..

أحلاما كانت تختفي في بحر سواده ويطل عليها ضوءا يمسك بها ويعانقها ليحيك منها ثوبا ألبسني وجعلني عروسة تاجها الأمجاد ...

فأصبحت أغني له يا ليل أنت بقربي فطرب بأغنيتي وانشق منه فجرا يعلن بدأ غيابه عبر لونا تائها بين المجرات ..

عندها شربت منه هدوء ذاتي فكان وداعي وبقائي ..