news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
ميسي أفضل لاعب في 2010 ... مهزلة كروية ... بقلم : عبد المجيد عقيل

إذا كانت الفيفا قد وضعت التاج على رأس " ميسي " فإنها قد اضطرت بالمقابل أن تتجرد من تاج مصداقيتها لتعري منه رأسها و تتوج به الولد الأرجنتيني - أم هل أقول الكتلوني - بل لعلها كذلك قد تعرت من ثوب حياديتها لتخلع بعد ذلك ما تحت الثوب و " تشلح " ما تبقى من الـ ( أندر وير ) لتكشف للعالم عورتها و عيوبها . و ليدرك كل متابع عقلاني و محايد أن بوابة ضميرها و أخلاقها و شرفها قد فتحتها دولارات و يوروهات و مصالح شخصية !!


و على الجميع أن يدرك هنا حتى لا يساء فهمي بأن اعتراضي ليس على إمكانيات و مهارات و مقدرات الفتى الكتلوني فهناك شبه إجماع في العالم على كون " ميسي " اللاعب " نمبر 1 " من حيث الإمكانيات - و إن كنت أجد كريستيانو لاعباً أكثر تكاملاً - إلا أن اعتراضي هنا بأن الفيفا قد خالفت معاييرها الذاتية التي اعتمدتها في منح جائزة أفضل لاعب في العالم في السنوات السابقة . أي أن جائزة أفضل لاعب في 2010 لا يجب أن تمنح للاعب الأفضل من حيث الإمكانيات بل للاعب الذي حقق أكبر قدر من الإنجازات الفردية و الجماعية في سنة 2010 تحديداً . و هذا ما يقتضيه المنطق و ما التزمت به الفيفا كمعيار في الأعوام الماضية .

ما فعله ميسي في 2010 لم يتجاوز فوزه مع برشلونة بلقب الدوري المحلي و تتويجه كهداف للبطولة مع العلم أن الفيفا لم يسبق و أن أعطت قيمةً تذكر للبطولات المحلية في السابق خاصةً إذا ما تكلمنا عن البطولة الاسبانية التي باتت سهلةً جداً و لا تشهد إلا تنافس فريقين لا ثالث لهما هما برشلونة و ريال مدريد .                              أما ما فعله ميسي في باقي المواعيد فهو وصول إلى نصف نهائي التشامبيونز ليغ لا أكثر كما أنه لم ينجح في قيادة منتخب الأرجنتين إلى ما بعد ربع نهائي المونديال - هذا إن صحت كلمة " قيادة " فميسي لم يتألق في الأرجنتين كنجم أول بل تألق كلاعب ضمن مجموعة ضمت لاعبين مميزين لم يقلوا في تميزهم عنه -

و بالمقابل نجد أن زميل ميسي في برشلونة " اكزافي " قد قاد منتخب اسبانيا - و هنا كلمة قيادة تأتي بمعناها الحرفي - لتحقيق بطولة كأس عالم تاريخية هي الأولى في تاريخ اسبانيا .

 و إذا عدنا إلى جوائز الفيفا في السنوات التي تضمنت بطولة مونديالية سنجد أن لقب أفضل لاعب في العالم لم يكن يخرج عن أحد أفراد الفريق الفائز بالمونديال و خير دليل على ذلك بطولة 2006 عندما حققت إيطاليا اللقب و بما أن المنتخب الإيطالي قد تألق ككل و لم يتألق لاعب معين فوق الآخرين فقد ارتأت الفيفا أن تعطي جائزتها لكابتن الفريق " فابيو كانافارو " . أما على صعيد النادي فدور اكزافي لم يقل عن دور ميسي إن لم يكن يفوقه حتى . فميسي هو اللاعب الحاسم الذي لولاه تنخفض خطورة الفريق إلى 50% لكن اكزافي بالمقابل هو قائد الأوركسترا و صانع الخطورة الذي لولاه لن تكون هناك خطورة أصلاً . و قد لا يظهر ميسي بنصف مستواه المعهود إذا ما غاب تشافي . إذاً : تشافي قدم - على الأقل - مستوىً يساوي مردود ميسي في النادي لكنه تفوق عليه بفارق مرعب على صعيد المنتخب و في البطولة العالمية الأهم " المونديال " و رغم ذلك نجد ميسي يتوج بلقب الكرة الذهبية !!

المشكلة أن اكزافي ليس وحده هو من يستحق أن يكون فوق ميسي بل هناك سبعة أو ثمانية لاعبين يستحقون مكاناً في اللائحة أفضل من مكان ميسي بالنسبة لسنة 2010 . فهناك " أندريس إينيستا " الذي ينطبق عليه تقريباً ما ينطبق على اكزافي إضافةً إلى تسجيله هدف الفوز بالمونديال و اختياره كأفضل لاعب في ثلاث مباريات في كأس العالم .

و هناك الهولندي " ويسلي شنايدر " الذي قاد فريقه " انتر ميلان " إلى الفوز بخمسة ألقاب - متضمنة دوري أبطال أوروبا أي أهم بطولة على صعيد الأندية - إضافة إلى تسجيله خمسة أهداف في المونديال - أحد هدافي المونديال - منها هدفا الفوز الحاسمان أمام البرازيل . و قيادته لمنتخب هولندا إلى نهائي البطولة . و السؤال الذي يطرح نفسه بقوة هنا : لماذا عندما حقق برشلونة ست بطولات منذ سنتين وجدنا ستة لاعبين من الفريق ضمن قائمة أفضل 10 لاعبين في العالم بينما نجد أن لاعباً واحداً من الانتر لا يدخل قائمة الثلاثة الأوائل رغم أنه قد حقق البطولات ذاتها إضافةً إلى تألقه بشكل لافت في البطولة المونديالية كذلك ؟!

كما و لا ننسى " أريين روبين " الذي وصل للنهائيين الأهم : نهائي الأبطال مع " بايرن ميونيخ " و نهائي المونديال مع هولندا . و لا ننسى " دييغو فورلان " هداف المونديال و صاحب الفضل بنسبة 80% في وصول منتخب الأوروغواي - مفاجأة البطولة - إلى نصف نهائي المونديال . إضافةً إلى فوزه مع أتلتيكو مدريد بلقب اليورو ليغ و تسجيله هدفي الفوز في المباراة النهائية .

ثم أقول : أين ايكر كاسياس أحد أهم اللاعبين الذي ساهموا في الإنجاز المونديالي لاسبانيا و هو الذي تصدى لضربة جزاء حاسمة أمام الباراغواي و لعدة كرات أهداف محققة و انفرادات على طول البطولة و خاصةً كرتي روبين الانفراديتين في نهائي المونديال . و أين ديفيد فيا صاحب الأهداف الخمسة التي كان معظمها أهدافاً حاسمةً في مشوار اسبانيا في البطولة ؟!

و في الختام أقول أن فوز ميسي بالجائزة لا يطرح أية علامات استفهام بل يطرح ألف علامة " تعجب " . فزمن الاستفهام قد ولى و الفيفا كشفت حقيقتها كـ " مافيا رياضية " و لم يعد هناك أي مجال للسؤال أو الاستفهام حول ذلك . فالفيفا كأية منظمة سياسية عالمية تسير وفق مصالح شخصية و جوائزها تمنح لأسماء " إعلامية " بهدف تحقيق أرباح مادية طائلة من خلال هذه الأسماء فشتان ما بين اسم ميسي و ما بين اسمي اكزافي و شنايدر - إعلامياً - !!

أما أخيراً و ليس آخراً فإنني لن أهنئ ميسي بالجائزة . ليس افتقاداً للروح الرياضية بل لأن نجماً عالمياً كـ ليونيل ميسي لا يستمد قيمته و أهميته من هذه التقييمات و لن تعلي من شأنه جائزة تمنحها منظمة اسمها " الفيفا "

 

2011-01-16
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد