الضربة القوية قد تهشم الزجاج لكنها تصقل الحديد، وهذا هو حال المنتخب السوري الذي كشف بالأمس عن معدنه الأصيل، أم هل أقول: "حير العالم بمعدنه الأصيل"، فمنتخبنا بدا في لمعانه وتألقه كالذهب، بينما ظهر أبناؤه ولاعبوه و "محاربوه" بعزيمتهم وإصرارهم كالفولاذ، في الوقت الذي توهجت فيه سورية بأكملها كياقوتة مضيئة في بحر الظلمات.
هذا هو السوري، يتعملق على الظروف إذا ما تعالت عليه ويدوس على المصائب ويضرب بعرض الحائط الأزمات... نعم هذا هو السوري... يتنفس تحت الماء حيث يختنق الآخرون وتنتفض فيه الروح حين يفترض به أن يحتضر.
إبداعه ينفجر من رحم المعاناة... نوره ينبثق من قلب الظلام.
يصبون الزيت على ناره لعله يحترق فيشعلون فيه جذوة الحماس، بل أن زيتهم هذا هو وقوده الذي سيحمله ليحلق عالياً في السماء... ليعانق المجد قبل أن يزيحه جانباً ليعتلي عرشه في سماء القارة الآسيوية.
على لاعبينا أن يضعوا اليابان خلفهم، وأن يمسحوا صورة الساموراي من ذاكرتهم، فحيث انتهت معركة اليابان تستمر حكاية الحلم الآسيوي من بوابة الشقيق الأردني، وإن كان على مقاتلينا أن يحملوا معهم شيئاً من ذكريات اليابان، فليحملوا العزيمة والإصرار وروح القتال... "الغرينتا" السورية ستكون الفيصل في معركة عمان.
استمروا يا أبناء بلدي ويا أبطال وطني، فالقدر سيتكلم بلغتكم... سيتكلم بصوت الشام ولسان حلب... سيتكلم بلهجة الساحل السوري... سيصرخ ليجبر التاريخ على أن يفتح صفحاته... هناك ستكتبون الإنجاز وستعيدون صياغة الأحرف والكلمات... ستكتبون حكاية المستقبل تحت عنوان "الانتصار"... ستعيدون زمن المعجزات.