أكره أن أكتب هنا: "لقد أخبرتكم مسبقاً" وهذه ليست شماتة فالمنتخب لكل الوطن ونجاحه نجاح لجميع المواطنين. والله يعطي العافية للاعبين فقط فهم قد قاموا بكل ما يستطيعون فعله من بذل النشاط العضلي والركض حول الملعب وتسجيل الأهداف (وإن كان بعضها سُجّل في مرمانا).
ولكن ألا يجب علينا مراجعة لأسباب إخفاقنا في الوصول إلى الدور الثاني؟
أتمنى ألا يقوم القيّمون على المنتخب بمراجعة ذاتية لأسباب الخسارة لأنهم سوف يجدون أن هناك مؤامرة عليهم للإخفاق وقد يستنتجون بنهاية التحقيق أن أكون أنا متهماً بهذه الخسارة أو أنت يا عزيزي القارئ أو يا عزيزتي القارئة.
و الآن ما أسباب الخسارة برأيكم؟
قد يدلو كل منكم بدلوه وهذا هو دلوي: لا فائدة للقوة بدون تحكم! وهذه بالمناسبة دعاية لشركة بيريللي الإيطالية لإطارات السيارات.
1- المدرب:
• أخلاقياً: تصرفات المدرب غير الأخلاقية التي رأينا بعضها على شاشة التلفزة كعدم مصافحة مدرب السعودية والتهجم على حكم مباراة اليابان تظهر أن هذه التصرفات تفتقر للروح والأخلاق الرياضية وتتميز باللامسؤولية من قبل رأس المنتخب وعقله المدبر. وإذا كان رب البيت بالدف ضارباً....
• تكتيكياً: لقد فشل فشلاً ذريعاً في السيطرة على مجريات اللعب والحفاظ على تقدم المنتخب في مباراتين متتاليتين. كيف له ألا يحافظ على التعادل مع اليابان قبل دقائق من انتهاء المباراة. هل الهجوم هو أفضل طريقة للدفاع.
هذا في حالة كنت برشلونة أو مانشستر يونايتد! و ليست حين تلعب وأنت مصنف بالمرتبة 110 على لوائح الفيفا وتلعب مع اليابان. هل لاحظتم التكتيك الذي لعبه عدنان حمد مدرب الأردن. المدرب الذي فهم ووعى مقدرات منتخب الأردن واستفاد من ضعفه ولعب بشكل حذر في المباريات الثلاثة التي لعبها. إن النتائج هي ما يهم بالنهاية وليست من لعب هجوم ومن لعب دفاع وكل هذا الكلام الذي لا طائل منه.
2- التحضير:
تبدى ضعف التحضير والإعداد بعدم معرفة الفريق للتصرف بعد تغير نتيجة المباريات حيث أن التحضير الطويل والقيام بمباريات تجريبية مع فرق متعددة المستويات وبشكل مستمر على مدار العام يولد الثقة والتفاهم بين اللاعبين – وهذا ما لمسنا ضعفه في مباراة الأردن بشكل واضح-.
قد يكون كل منكم قد رأى أسباب مختلفة في خروجنا المعتاد من الدور الأول و يمكنه أن يدلو بدلوه في مساحة التعليقات أدناه. أريد أن أشير هنا إلى أن ما أثلج صدري هو حماس الجمهور السوري الذي ساند اللاعبين نفسياً والذي كان يستحق أن يُعوَض على الأقل بتأهل المنتخب إلى الدور الثاني.