news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
الخيانة الزوجية هل تتم بالجسد أم بالفكر؟... بقلم : علي الخيّر
syria-news image

للتوضيح : الزوج هو الطرف في العلاقة الزوجية مؤنثاً كان أم مذكر. و كل ما ذكر فيها يحتمل كلا الجنسين.


نُعرِّف الخيانة الزوجية بأنها فعل جنسي من قبل أحد الزوجين مع طرف ثالث خارج إطار الزواج. حيث أن العلاقة الحميمية يجب أن تكون بين الزوجين حصراً. هل يعني هذا أن العلاقة الزوجية هي مقصورة على الجانب الجسدي وما عدا ذلك فهو مباح؟

 

قال سبحانه وتعالى "وخلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها" والسكنى من السكينة والتي تعني الطمأنينة. فإذاً الشارع عزّ و جلّ لم يُقصِر الزواج على هذه العلاقة الحميمية بمعناها الضيق بل أسسها على أساس نفسي وروحاني ومن ثم قننها بالجسد.

 

أرى أن العلاقة الحميمية هي تعبير عن امتزاج الشخصين بالمعنى المادي والملموس للامتزاج، والتي تتبع الامتزاج الروحي والعاطفي والفكري للزوجين. فإذاً الزواج يأتي تتويجاً لهذه العلاقة النبيلة التي نتجت عن اقتران روحين ومن ثم يتبعها الجسدين. و إلا بالله عليكم ما الفرق بين زوج من البشر وزوج من البقر.

 

فإذا نظرنا على هذا الأساس إلى معنى الخيانة من منظور أشمل سنرى أن بوح أحد الطرفين بمكنونات قلبه لشخص آخر بنفس الطريقة التي يبوح بها للزوج تعتبر من ضروب الخيانة الزوجية. فهذين الزوجين يجب أن يتشاركا جميع المشاعر والأحاسيس وليس فراش الزوجية فقط، وإلا لأضحى الزواج هو لغرض إنجاب البنين وإرضاء الحاجات الغريزية فقط.

 

ولكن في معظم الحالات يحتاج الزوج (للتوضيح ذكر أو أنثى) إلى شخص آخر ليفضي له بما يدور في وجدانه وهذا الشخص قد يكون أحد الأقارب أو أحد الأصدقاء أو رجل دين أو معالج نفساني الخ.. كيف نرسم الحد الفاصل بين ما يجوز البوح به وما لا يجوز مشاركته مع الآخرين.

 

فإذا فرضنا جدلاً أن البوح لأحد الأخوة أو الأخوات مباح لأن لا زواج بين الأشقاء فهل البوح به للأصدقاء (مرة أخرى ذكوراً كانوا أم إناثاً) صحيح وشرعي أم لا. ولكن الأصدقاء هم من ننتقيهم نحن بمحض اختيارنا لأنهم أقرب إلى روحنا وطريقة تفكيرنا من سواهم من البشر وهم الأقدر على فهمنا.

هم من نعتقد أنهم أقدر على معالجة مشاكلنا وتخفيف همومنا واستيداعهم سرنا. هل يعتبر طلب النصح منهم لمحاولة حل مشاكلنا الزوجية ضرباً من الخيانة الزوجية بمعناها الواسع؟ أم لأنه تمّ الأمر لغرض التوفيق فلا ضير في ذلك.

 

والآن فكر بالتالي: هل نُفضي للأشخاص الآخرين بمكنونات أنفسنا وأعماق مشاعرنا من أجل طلب النصيحة والوصول إلى حل لإنقاذ الزواج، أم أننا نريد أن نخبرهم لأن الزوج قد توقف عن واجباته ومنها الاستماع والاستجابة. ألا تشاطرني الرأي بأنك تشعر بالسعادة والراحة بعد إخبار صديق ما بما تحس به من هموم ومشاكل.

ألا يتحول هذا إلى نوع من الإدمان ويصبح هذا الشخص بديلاً عن الزوج الذي تنتهي صلاحيته الآن في الفراش!

الآن ما هو رد فعل الطرف الآخر الذي أصبح يرى في العلاقة الزوجية جانبها الجسدي فقط؟

2011-02-09
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد