أطفالنا التي تحاكينا البراءة المرتسمة على وجوههم ، والكذب لا يعرف طريق لهم، يحبون الحياة بألعابها ولا يعرفوا مساوئها ، يأخذون من يحبون قدوة لهم ،
و بابتسامة منهم ننسى مشاكلنا وهمومنا ، فكيف تسمح بعض النفوس البشرية بالعنف المتخذ ضد الأطفال بجميع أبعاده والقيام به. وكيف لنا أن نقف مكتوفي الأيدي أمام ظواهر استغلت حيزاً كبيراً من واقعنا المؤلم البعيد عن هواجس البشرية.
وفي كتب عديدة قرأتها جاءت تعريفات عديدة للعنف حيث يمكننا تعريف العنف ضد الأطفال على أنه: إلحاق أذى أو ضرر أو سوء معاملة أو إساءة للأطفال، سواء أكان هاذ الأذى جسديًا أم جنسيًا أم عاطفيًا أم إهمالاً، مما ينتج عنه آثار جسدية, نفسية, اجتماعية وتعليمية خطيرة، وحتماُ أن مثل هذه السلوكيات تتعارض مع القيم الدينية والقوانين والمواثيق القومية والإقليمية والدولية.
وللعنف أشكال عديدة ,سرقت وجه الطفولة ومحت براءتها، كل هذا كان تحت شعار التربية
ومن أحدث القصص التي تداولاتها الصحف ,هي قصة الطفلة غصون التي كانت قصتها مثال للوحشية والعنف الذي قام به والدها وزوجته ( زوجة الأب), حيث أوضحت والدة الطفلة للصحف أنها و منذ كانت حاملاً حاول قتلها وهي جنين من خلال الاعتداء على الأم وممارسة كل فنون التعذيب والربط بالسلاسل ولكن الله سبحانه وتعالى كتب لها أن تولد ويعاود مرة أخرى قتلها مع زوجته.
ومنعها من الدراسة بعد أن نال حق حضانتها من أمها وانتقل بها إلى حيث سكنه في مكة المكرمة وقد تنبهت الأم للتعذيب الذي تتعرض له الطفلة فأبلغت الجهات المسئولة، والشرطة التي أخذت على الأب تعهداً, إلا أن التعهد لم يكن سوى حبرا على ورق, فكان والدها يوميا يشبعها ضربا ويمارس هو وزوجته أقسى أنواع التعذيب بالطفلة إلى أن انتهت حياة غصون بعد أن سكبت زوجة الأب مادة الكلوركس على جسد الطفلة ومحت ملامحها تماماً . ويسمى هذا النوع من العنف الاعتداء أو الأذى الجسدي Bodily Abuse:.
أما عن الاعتداء الجنسي Sexual Abuse والذي تحدثت عنه بمقالة سابقة والذي يعد من أخطر أنواع العنف الممارس ضد الأطفال وهو استخدام الطفل لإشباع الرغبات الجنسية لشخص آخر، ويبدأ الاعتداء الجنسي من التحرش الجنسي إلى ممارسة الجنس بشكل كامل مع الطفل، وهذا كله سوف سيؤدي بلا شك إلى آثار سلبية خطيرة على الطفل, كإفساد أخلاق الطفل و تهتك أعضاءه الجنسية وقي شكل آخر من الإساءة الجنسية حرمان الطفلة من الحمل والولادة في المستقبل. مشكلات الحمل المبكر والخطير لدى الطفلة, بالإضافة إلى المشاكل النفسية التي ترافق الطفل مدى حياته إذا لم يتم معالجتها وبشكل فوري.
فهذه هي أنواع العنف الأكثر شيوعاً ولكن هناك أنواع أخرى لا نسمع بها كثيراً إلا أنها تستخدم وبكثرة في مجتمعاتنا العربية وأهمها
_1_الاعتداء أو الأذى العاطفي Emotional Abuse وهو إلحاق الضرر النفسي والاجتماعي بالطفل، وذلك من خلال ممارسة سلوك ضد الطفل يشكل تهديدًا لصحته النفسية، بما يؤدي إلى قصور في نمو الشخصية لديه، واضطراب في علاقاته الاجتماعية بالآخرين.
ومن أشكال الاعتداء العاطفي "حرمان الطفل من الحب والحنان والرعاية والحماية والشعور بالأمن والأمان، وحرمان الطفل من حقه في التعليم واللعب..
و كذلك من أشكال الاعتداء العاطفي، القسوة في المعاملة أو التدليل الزائد والحماية المسرفة.
_2_ إهمال الطفل وحرمانه من أبسط حقوقه كالطعام والشراب واللبس والأمن والرعاية الصحية يعد نوعاً من أنواع العنف والذي يجب محاربته بكل أبعاده
ومع وجود كل هذه السلبيات كيف يمكننا أن نحمي أطفالنا من شبح العنف وإذا كنا لم نكن مقصرين مع أطفالنا فالاعتداء موجود في مدارسهم وحياتهم اليومية فلنحارب العنف ولا نسكت عن حق الأطفال الذين لا يملكون حق التحدث عنه خوفا من القمع والضرب ولتغدو مجتمعاتنا سليمة خالية من العنف رغم أنه حلم صعب التحقق ولكن يجب علينا أن نسعى في هذا الطريق الشائك.
ودمتم سالمين .......
أرجو أن تكون رسالتي قد وصلت فهذا هو عملي وهذا هو واجبي اتجاه وطني العزيز سوريا