شيء ما في داخلي.. يتجول داخل أوردتي.. يفرحني... ثم يغرقني في الحزن
أغلق نوافذ أفكاري.. أقفل ابواب وحدتي.. وأعلن حالة الألم القصوى...
شيء ما في داخلي...
يرعبني... بوقاحة... يحتل مدني... يشنق غطرستي... ويبعث النور في شوارع أحلامي المظلمة.. ينفض غبار الدهر عن مشاعري ويعيد الحياة إلى حدائق أزهاري...
يرتب ما تبعثر في داخلي من أشياء. يرمي قوارير عطري القديمة. يلغي عاداتي القديمة.. وأوراقي القديمة.. وكتاباتي القديمة.. ثم يترك على طاولة قلبي آلاف الأوراق البيضاء..
يظنه البعض مرضا لا شفاء منه.. فيصف لي عشبة لا تؤكل تسمى الصبر
ويظنه البعض الآخر روحا شريرة.. فيطالبني بأن أحرق ألف كتاب للعشق...
شيء ما في داخلي...
يستيقظ في الصباح معي.. يختار لون ثيابي.. ولون مزاجي الصباحي.. ويسكب لي فنجان قهوتي... يسرح لي شعري.. ودون ان أحجز له.. يسافر معي.. لعوالم احساس لا تنتهي.. عوالم لم يسبق أن زرتها مع أحد من قبل..
مرة أراه يتوهج داخلي كشمس.. ومرة يصرخ كقصيدة.. مرة يداعبني كقطة.. ومرة يفترسني كنمر.. جميل كملاك.... ناعم كنسـمة.. هادئ كفراشة.. له براءة طفل وعذوبة حلم...
شيء ما... ذلك الذي يغريني بالنوم ثم يساهرني..ذلك الذي يحدثني في زمن لا يصلح إلا للصمت.. يحملني إلى أعلى قمم القلق.. ثم يهوي بي في اعماق الأمان..
شيء ما في داخلي...
رعد.. مطر... هدوء.. ضجيج... في داخلي.. نار... ثلج.... في داخلي..
يطالبني حينا بأن أتألم أكثر فأفعل.. وأن أعرف أكثر. فأفعل.. وأن أكتب أكثر.. وأكثر.. فأبدأ بالكتابة... ثم وما أن أنتهي.. حتى يمسك القلم ويبدأ بي من أول السطر.. يرسم لي مشاريع الفرح القادمة.. ويلغي موعدي مع الموت.. يدفئني.. أنا التائه في بلاد الصقيع منذ ولدت...
شيء ما في داخلي...
يدعي المنجمون بأنه سحر.. فيطالبون بإحراقي..
ويدعي الأطباء بأنه جنون.. فيوصون بحجزي...
ويظنه البعض عشقا.. فيطالبون بصلبي...
شيء ما في داخلي...
أغلق نافذة أفكاري.. أقفل أبواب وحدتي.. وقبل أن أبتلع آخر جرعة للأمل...
أهمس لشخص ما...:
معذرة ان كان حبك هو أجمل شيء في داخلي…