لأن الأمل شعاع يتسرب إلى أعماق القلب ... فيبني فيه عشَّا من اللذة الساهمة ... والسعادة الملهمة ... أنت حبيبتي ويجب عليَّ أن أناديك هكذا...
أقولها من قلبي وجوارحي وآهاتي ... أحبك ... أحبك لنفسي دون أحد ... أحبك وأهوى العيش معك دون سواك ... بعيدا عن العالم ... في أعالي الجبال ... في الأودية العميقة ... في كوخ ناء ... بين الثلوج البيضاء ... وتحت السماء الزرقاء...
كل ما أودّه في حياتي أن تكوني لي وحدي ... أضمك إلى صدري دون خوف ... وأقول كلمتي الأولى والأخيرة ... مناي ... مناي أنت ...
في هذه الليلة فقدتك في داخلي ... بحثت عنك بين أضلعي ... فوجدتك دفئا لي ... أنشودة ترتل نغم الألم في الذاكرة الشاردة وفي الأحلام الساهمة ...
كوني ما شئت ... فالألم وإن اختلفت أحاسيسه فهو سبب واحد ... أهنئك من كل قلبي ... ومهما يكن من أمر ... فإنَّك الأمل الوحيد الذي تبقى لي ... وإن فقدتك أفقد آخر أمل لي في هذه الحياة ... قد أفقدك غير أني سأبقى مخلصاً لعهدي ... ولن تنال أي فتاة حظوة في قلبي ... فحبي أقوى من أن يموت فهو وليد الصدق والألم ...
وإذا سارت بنا الليالي ... وطوت الأقدار حاضرنا ... وبات ماضينا غابراً ... اذكري شاباً أحبَّك ... ثم تركتِهِ صريع اليأس لا شعاع يضيء فؤاده سوى الذكرى وأنت ...
لقد انتظرت كلمة منك ... وأنا على أحرّ من الجمر ... فهو ما تبقى لي من أمل بعد ما حلَّ بي ... فقد تكون بلسماً لجراحي أو دواءً لهلاكي ... أرجوك اكتبي لي ولو ورقة ولو كلمة توضح شعورك كوني رقيقة ... فقلبي في انتظار ... ونفسي في حيرة ...
كلَّما وقفت على شرفتك قبل الغروب ... ونظرت إلى السماء الحمراء وقد صبغتها يد الشمس المهزومة بدمها الدافئ ... اذكري أن محبَّاً لك يحيا في حلم قد يكون بعيد المنال ولكنَّه لذيذ يهدهد الروح الثكلى كروحي ...
كلما حاولت النوم عند العشية وكلَّما بدأت بإغماض جفونك الناعمة ... تريَّثي قليلاً وتذكري أن شاباً قد منعته الذكرى من النوم ومنعه الحب من الراحة ... فبات ساهراً يعد الساعات والدقائق وهو يتقلَّب على فراش الحمى والتنهدات ...
وصباحاً كلَّما استيقظت وفتحت عينيك للنور و رانت الابتسامة على فمك ... تذكري أن شاباً لا يزال ساهراً يتقلَّب بين أنامل العذاب وذكراكِ ...
اسمحي لي أن أسألك ... هل يلذ لك يا ترى كما يلذ لبعض الفتيات أن تري عاشقاً يلاحقك ويتذلل إليك مسترحماً بينما تقابليه أنت بالصد والدلال ؟ ...
أم أنَّك تودين تمضية بعض الوقت بالمداعبة والعبث ؟...
أم أنَّ هناك شخصاً آخر ستستخدميني كسلاح ضده ؟ ...
إذا كان هذا هو هدفك فقد زحفت بي بطيئاً إلى القبر...
لن يقلل من حبي لك أي شيء ... وان تستطيع الأيام أن تقهر هذا القلب الدافئ حتى الموت لن يبعدني عنك فسأبقى مرفرفاً حولك مع كل طير مغرِّد ... مع كلِّ بلبل ... فوّاحاً مع كل عطر... سأزقزق في أذنيك أغاني السعادة في كل صباح ... لن يقلل من حبي لك أي شيء ... فقد ملكت كلَّ عاطفة أملكها أنا ... على صورتك فتحت عينيَّ للنور وعرفت الحب ... وعلى ذكراك سيطبقهما الموت وطعم حبك ومرارته في فمي ...
لقد أحببتك مرة واحدة فاستغرق الحب كل حياتي وشغل كل نفسي وبسط سلطانه على عقلي وجسدي وستكون نهايته في نهايتي ...
الآن لم يبقَ من الليل سوى خيط رفيع ويبدأ نهارٌ جديد ... مع أملٍ جديد ... وربما معاناة جديدة ... تصبحين على خير ....