news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
فشة خلق
سيمفونية الشخير..تعزف أسمى الألحان... بقلم : ابن المدينة المنورة

لست أدري لماذا تصبر المرأة على شخير زوجها ولا تطلب الخلع؟


أو كيف يطيب لها النوم وبجانبها (مضخة) تصدر أصواتاً مزعجة؟

إنّه الحب- أيها السادة- لو لم تكن المرأة وفية لزوجها ومخلصة في حبها له لما صبرت على شخيره ولو لليلة واحدة، بعكس بعض الرجال الذي قد يطلق زوجته إن (شخرت)

إنّه الشخير الذي يحول الليل الهادئ إلى جوٍ مشحون..

إنّه الكابوس المزعج الذي يفسد علينا نومنا ..

 

لا أدري لماذا لم يكتشف العلم الحديث علاجاً جذرياً للشخير، ويكتفي بعض الأطباء بذكر أسبابه كالسمنة وضيق مجرى التنفس.

لا تلوموني يا أحبتي على مساهمتي (السخيفة) وكلامي (اللي ما له داعي) ولكن اسمعوا قصتي..

سافرت مرة مع عدد من الأخوة ممن يكبروني سناً وقدراً، فاضطررنا إلى أن نبيت عدة ليال في غرفة واحدة.

كنا أربعة أشخاص من جنسيات مختلفة وبعد يومٍ شاق رجعنا إلى حيث المبيت، وأنا أمني النفس بنومٍ هانئ، لعلي أحلم بفتاةٍ أحبها أو رزقٍ وفيرٍ يُساق إليّ أو فوزٍ كاسحٍ لفريقي المفضل (الذي لم يحقق بطولة منذ عشر سنوات).

وما هي إلا لحظات حتى علا صوت صفير البلبل..

ولم يكن البلبل إلا رجلاً على سريرٍ بجانبي..

 

ولم يكن الصفير إلا شخيره المزعج (الشخير عدوي اللدود).

لست مرهف الحس ولم أتربى على (الدلع) بل إني – والله – أفضل النوم على الأرض فوق فراش لا يزيد سمكه على بضعة سنتيمترات إلا أنّ أختي الصغرى (تقبرني) أصرت على أن أنام على سريرٍ مشؤوم (ولشؤمه قصة لا أحبذ إيرادها فالتشاؤم ممنوع)، فالذي حصل أنّ صاحبي لم يتوقف  عن الشخير وأنا (صابر وراضي) ولكن (إنما للصبر حدود)..

عندها عزمت على أن أفعل شيئاً يوقف شخيره المزعج، وبدأت أفكر في طريقة ما عندها توقف لوحده فحمدت الله ولكن... يا فرحة ما تمت إذ بدأ الآخر في الشخير ورافقه الثالث حتى كأنني في مصنع أو معمل، عندها فوضت أمري إلى الله واستنتجت المسلمات التالية:

 

أول الأشخاص نوما أكثرهم شخيراً.

المشخر لا يهتم بمن حوله ويظن أنّهم يستمتعون بشخيره.

المشخر لا يشعر بنفسه.

ولأنّ الحاجة أم الاختراع فقد عزمت على أن آخذ في الليلة التالية كافة الاحتياطات وهي:

سدادات الأذن.

 

تناول مهدئات الأعصاب.

تذكر أن الدنيا فانية وأنه في الآخرة لن يشخر أحد.

تذكر معاناة بعض المتزوجات مع أزاوجهن.

محاولة مجاراة المشخرين وتقليدهم.

وحيث أن زملائي الأربعة صاروا يشخرون في وقت واحد وبطرق مختلفة فقد حاولت أن أرسم من شخيرهم معالم لأغنية أو أنشودة لعلي أن أنام عليها، وأخيراً نمت وأنا أردد..الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاهم به وفضلنا على كثير مما خلق تفضيلاً.

 

فماذا لو تحدثنا عن شخير اليقظة ربما سنجده أسوأ حالاً من شخير النوم، وما نشاهده في واقعنا لهو أكبر دليل على أننا وأمتنا نعيش في حالة من شخير اليقظة الذي يقض مضاجع الكثيرين دون أي محاولة لإيجاد حلول جذرية وناجعة.

شخير النوم لا يُلام عليه أحد فهو لا إرادي أما شخير اليقظة فتقع عليه الملامة، لأن صاحبه يدرك أنّ شخيره قد جعل أمتنا تنحدر نحو الهاوية..

سامحوني..هي هلوسات نتيجة عدم المقدرة على النوم والمهلوس لا تعتبوا عليه إن لم تكن كتابته بالشكل المطلوب.

وكل ليلة والمشخرون بألف خير.

2011-01-30
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد