اتفقنا نحن الاربعة ان نخرج في نزهة يوم العطلة, للاستراحة من هم الدراسة وضغوطها,
كنا طلابا في احدى الدول الغربية, بعد الغداء في احد المطاعم القريبة من المنتزه الذي قررنا ان نقضي يومنا فيه, جلسنا على المقعد وكل من يرانا يثني علينا وينظر الينا بإعجاب من كثرة حيويتنا وضحكاتنا العالية فقد كنا نتمازح ونروي النكات ونعزم على المارة بالمياه الغازية التي معنا
والتي كانت تروي عطش نصف حارتنا من كثرتها.
فجأة وقف احدنا وكأنه تذكر شيئا أو أصابته صدمة كبيرة وامسك بي وأشار بيده قائلا: أليست هذه شجرة ؟
قلت: بلى انها شجرة!
قال: وأوراقها حمراء؟
قلت اجل أوراقها حمراء!
واخذ يلطم ويشتم ويتوعد
"الله يلعن ... استاذ الرسم في سوريا, الله لا يوفقو ابن ال... شو كان غبي و... و..."
وبعد ما كنا مصدر اعجاب للمارة "صرنا فرجة وشو فرجة الله لا يحطكن فيها"
وعملنا المستحيل حتى يهدأ كي نفهم الحكاية وروى وياليته ما روى.
هاد يا سادة يا كرام كان عندو استاذ رسم في احد الصفوف الابتدائية
كان لسه اسما ابتدائية مو تعليم اساسي ما علينا طلب استاذ الرسم منهم ان يرسموا شجرة
فالشب رسم شجرة ولون لسوء حظه اوراق الشجرة بالاحمر وهون بلشت العقدة
شافها الاستاذ فأزبد وأرعد على صاحبنا وطاخ كف على خلقتوا متل فرق الوالدين
قائلا له:" في شجرة لون ورقا أحمر يا حما......."
عندها فهمنا اسباب ثورته وبدأنا نذكره بالأشياء الجميلة في بلدنا رائحة التراب وحنان الامهات
لكنه بقي واجما طوال طريق العودة ولم نكن نعلم انه قرر البقاء في الغربة منذ تلك اللحظة
وثلاثتنا عدنا الى احضان الوطن ولازلنا نذكره.