كنت أظن أنه لمجرد أن أنتهي من دراستي سينتهي معها دخولي لأي مدرسة إلا أنني تفاجأت بدخولي مدرسة طويلة الأمد وليس فيها صف معين أو مكان واحد على هذه الأرض فهي متنقلة معي أينما ذهبت ..
وكل يوم أتعلم فيها أمور جديدة تختلف عن كل ما تعلمته في جميع المدارس وعلى طول فترة دراستي وكم إختلفت معي الخبرات والتجارب ولاحظت وجود فرق شاسع بين ما كونته من قيم وأخلاق ومفاهيم عن الناس والمجتمع وما يجب أن يكون عليه الواقع ..
إلا أن كل هذا كان فقط موجود في الكتب المدرسية ونتيجة لخبرات وتجارب بعض الكتاب والأدباء والعلماء ومرتبط بفترة زمنية عاشوها ووجدوا أن كل ما توصلوا له هو ما يجب أن يتبعه الناس والمجتمع .. ولكن بعد مضي هذه السنين هناك كثير من الأمور والمفاهيم تغيرت ولا بد من تغيير هذه الكتب فلكل عصر أولاده ولكل زمن ظروفه وأدواته ولكل مجتمع متغيراته وحتى الإنسان له إحتياجات ومتطلبات تختلف على مر السنين والأسلوب المتبع في الحصول على كل ما يحتاجه لأن كل شيء تغير وأي عمل في زمنٍ ما كان يأخذ فترة طويلة للقيام به الآن بفترة قصيرة جداً ينجز ..
لذلك من الأفضل أن يقوم الأهالي بتوعية أولادهم بأن هناك مدرسة أخرى بإنتظارهم وهي مدرسة الحياة التي تختلف عن المدرسة التي يقصدونها خلال دراستهم وأن دراستهم وثقافتهم وما يختصون به مستقبلاً يلعب دور كبير في التأقلم مع مدرسة الحياة والإثنين يكملان بعضهما وكم سيتعلمون من تجاربهم ويضيفون خبرات تجعلهم أقوى في إثبات وجودهم في مجتمعهم وبين الناس وبين رفاقهم .. وطبعاً هذا متعلق بكل شخص وما يريد أن يكون وما هو طموحه ورغبته في أن يتعلم إن كان في مدرسته العادية أو في مدرسة الحياة فهذه المدرسة كل يوم تحمل لنا جديدها وقد كتب على الإنسان بأنه مهما طال عمره
سيبقى بحاجة للعلم وللخبرة وللتجارب وسيموت وهو ينقصه الكثير ليتعلمه ..