الأميجدالا أو النتوء اللوزي هو جزء من الدماغ الحوفي الذي هو الجزء القديم من الدماغ .
إن الدماغ الحوفي ( وبشكل خاص النتوء اللوزي الذي هو جزء من الدماغ الحوفي) هو المتحكم الأساسي في كافة مناحي عواطفنا وانفعالاتنا وحتى أفكارنا .
وهو في الأساس مبرمج بيولوجياً , وكذلك يتم برمجته نتيجة الحياة وبشكل خاص نتيجة الحياة الاجتماعية .
من وظائف النتوء اللوزي القيام بالتحكم بما يدخل إلى سبورة الوعي , وهو الذي يضع بالانتظار وبالتسلسل حسب الأهمية ما يجب أن يدخل إلى سبورة الوعي للمعالجة .
وله عمل هام أخر وهو أنه يجلب من الذاكرة ما تطلبه سبورة الوعي للمعالجة الواعية, فهو الذي يستدعي من مخزون الذاكرة الكبير المتوضّع في اللحاء, ما تطلبه منه سبورة الوعي .
والنتوء اللوزي يشارك بشكل أساسي بإدارة مدخلات ومخرجات ساحة الشعور, ويقوم بذلك بناءً على آليات ومراجع تقييم وتنظيم معينة بعضها موروث بيولوجياً والباقي تم اكتسابه نتيجة الحياة أي موروث اجتماعياً .
وبالنسبة للإنسان أصبح المكتسب نتيجة الحياة الاجتماعية , يماثل وحتى يزيد عن الموروث بيولوجياً . فالحضانة والرعاية والتربية لفترة الطويلة, واللغة, والعلاقات الاجتماعية الكثيرة والواسعة , جعل ما يتم اكتسابه اجتماعياً أكثر من الموروث بيولوجياً.
والدماغ الحوفي , وبالذات النتوء اللوزي , هو الذي يحول المفيد أو الضار, إلى ممتع أو مؤلم .
وهو الذي يقيم ويوجه غالبية تصرفاتنا وعواطفنا وانفعالاتنا وأفكارنا .
وهو الذي نطلق عليه " النفس الانفعالية المتسرعة , مقارنةً بالعقل المفكر الحكيم الذي هو ما يقوم به اللحاء أو الدماغ الحديث.
والدماغ الحوفي هو المسؤول الأساسي عن اللاشعور, وعن الأحلام, وعن الضمير .
ونحن نعرف أن الذي يعرض على سبورة الوعي هو جزء صغير جداً مما هو موجود في الدماغ .
فالمعروض على سبورة الوعي هو ما تمت الموافقة عليه من قبل مكتب الدخول الذي هو الدماغ الحوفي بما فيه العقد القاعدية والنتوء اللوزي .
ويمكن أن يوضع قيد الانتظار في مكتب الدخول كحد أقصى من 5 إلى 9 مواضيع أو ملفات , وواحد فقط يتم أدخلاه إلى ساحة الشعور.
ويستطيع مكتب الدخول استدعاء غالبية ما هو موجود في الذاكرة .
نتيجة الحياة الاجتماعية واللغة, أصبح الموجود في الدماغ الحوفي لدينا نحن البشر متشابه , فالعواطف والانفعالات , صار غالبيتها متوارثة اجتماعياً وليس بيولوجياً .