أجمل مكان ممكن أن أزوره في دمشق وأحس براحة نفسية فيه هو الشام القديمة وأنا أخصص يوم بالأسبوع للذهاب إلى هناك
وكم جميل أنه وأنا أتمشى بشوارع دمشق خلال دقائق أدخل لمكان يجعلني أعود لسنوات مضت وأشم فيه رائحة التاريخ ورائحة البيوت البسيطة في البناء وفي التصميم الذي يعطيك المجال لرؤية وجه ربك من الفسحة السماوية الموجودة في البيت ..
وليس كبيوت هذه الأيام التي تضطر لتخرج رأسك من شباك البيت أو ممكن أن تخرج حتى من البيت أيضاً لتشاهد السماء وتشاهد القمر والنجوم وهو من الأماكن القليلة التي بقيت في دمشق المحافظ فيه على البناء القديم والشوارع الضيقة والتي تحس فيها بفرق كبير عن الأماكن الأخرى ..
وأنا لست ضد التطور ولكن من الأفضل فعلاً المحافظة على مثل هذه الأماكن التي تعني لنا كلنا الكثير والحمد لله أنه لم يتم إحداث أي تغيير أو توسيع وما زالت الشام القديمة محافظة على قدمها وحتى في محلاتها ودكاكينها وأسواقها التي يقصدها الناس من كل العالم وكل سوق متخصص بشيء ما إن كان سوق الحلاقين أو العصرونية أو المناخلية أو مدحت باشا وكل سوق تجد فيه مستلزمات خاصة به ..
وكم هو جميل أن نشم رائحة التاريخ بالرغم من هذا التطور الذي نعيشه ومن رائحة التلوث التي نشمها في الشوارع ونأخذها معنا حتى إلى بيوتنا وكم أفرح عندما يوقفني السياح ويسألوني كيف يذهبون للشام القديمة وكم اتمنى أن يكون هناك حملة سياحية كبيرة للتعريف عن الشام القديمة من خلال مكاتب السياحة ووزارة السياحة التي تقوم بجهد كبير لنشر هذه المعالم السياحية وللتعريف بها في العالم ..
ولكن نريد المزيد للتعريف عن الشام القديمة وأي أثر سياحي في بلدنا يجذب السياح ويجعل من بلدنا سيرة
على كل لسان في العالم بآثارها ورموزها التاريخية وشعبها الطيب والمضياف وهذا ما يميز السياحة في بلدنا ويعطيها وجهاً جميلاً لدى السياح ولنحافظ على هذه الآثار وعلى
هذا التاريخ وعلى رائحة التاريخ في الشام القديمة وشكراً لكم ...