جافتني الحيـاة وما كنتُ بـقادرِ ألتقطُ نفحات الحزن السـائدِ
لا قلبٌ يضـم وحدتــي ولا سـماءً تسـتوعب مناجاتي
فـأصــبح السـواد عنواني وإيثــار المــوت من هواياتي
قذفتني أمـواج القدر الأحمقِ إلى قاطرةٍ زُيـنت بالكآبـــةِ
يـقبع داخلها طيـفٌ حالكِ يـداعب فنجان القهوة القـاتمِ
سألني العـرّاف ما أنا بفاعلِ فـنطقت ألســنتي بـدموعٍ واستجاراتِ
لا جـوابٌ منـه يـريح قــلبي ولا هرطقة صـمته أنارت فـؤادي
وإذ تـكلمت بقايا قـهوة فـنجاني بما لا يسـرّ خاطرٍ ولا مرجاني
ما بالـي أتـوسلُ لـعرافٍ مـجوسي بما لا يقدر أن يفعلِ أو يتنـبأِ
إنـها ضـحكات الحيـاة تستهزئ مني ما برأتني لـحظةً ولا تركتني
فإذ بـعد طـول وقــتٍ وحيــنِ صـعدت المتصـعدات ودُقـت الأجراسِ
تبعثرت الحـروف من فـمِ عـجوزِ وقـال بما لا يـقالِ ولا يـنطقِ
تـابع حيــاتكَ ولا تكترثِ فــإنها لا تتـوقف عند حـزين أو ســعيدِ