كحال الجميع اصطدم يومياً بأشخاص متخصصين في رفع الضغط, والتحريض على انسداد الشرايين, والتسبب بضيق الصدر وصعوبة التنفس...
وبما أن "خلقي" صار منفوخاً أكثر من اللازم لدرجة تنذر بالانفجار أحببت أن "أُنفِسه" قليلاً لعلني أستعيد صحتي وأرتاح...
سأحدثكم عن دمج اللغات, غالبيتنا يعلم عن هذه الظاهرة المنتشرة في المجتمعات التي تعتمد بشكل رئيسي على اللغة الأجنبية في التربية وفي التعليم, فنرى أبناء تلك المجتمعات يتكلمون بلغة خليط بين العربية والأجنبية (إنكليزي أو فرنسي) سواء في العمل, أو في الشارع, أو في البيت... ومع أنني أواجه صعوبة في فهم ما يقولونه -كونك تضطر لقلب موجة الاستقبال في أذنك عشرات المرات لاستيعاب الحديث- لكنني أعذرهم كونهم نشؤوا في بيئة تنتهج ذلك الأسلوب...
لكن ما يزعجني هو اتباع هذا الأسلوب في الحديث من قبل بعض أصدقائي الذين ترعرعوا معي, وكانوا وما زالوا لا يفقهون اللغة الأجنبية جيداً, ولكنهم يتعمدون إقحام كلماتها ضمن أحاديثهم ظناً منهم أن ذلك دليل ثقافة وتطور... وما يزيد من انزعاجي أنني عندما أحاول إقناعهم بعبثية أفعالهم يدّعون أنهم غير قادرين إلا التحدث بهذه الطريقة كون اللغة الأجنبية تمكنت من ألسنتهم وأدمغتهم...
فتذكرت قصةً قديمة ًرواها لي أحد الأصدقاء عن إمرأةٍ في قريةٍ ذهبت لزيارة أقارب لها في لبنان, ولكنها لم تستطع دخول لبنان بسبب مشاكل على الحدود, فعادت إلى بلدتها, وعند مشارف القرية رأت بضع دجاجات تسعى وراء رزقها داخل أكوام القمامة, فنظرت إليهم باستغراب واستهجان وقالت لمن معها: "شو هدول البحّاتات"... (كلمة عامية مفردها بحّاتة, ومشتقة من فعل بحت, بمعنى نقّب وبعثر ناتج الحفر بفوضوية)...