أُحبكِ في زمن العولمة
في زمن بات العشق فيه مهزلة
الحب يباع و يشترى في المتاجر
الأحاسيس الصادقة رميت إلى السلة المهملة
ولم يبقى إلا كلمات مسكين ظن بأنه شاطر
أُحبكِ في زمن الضياع
في زمن كتبوا على ظهره غير مخصص للجياع
و ممنوع عليك بالحب أن تُغامر
أُحبكِ في زمن منعوا الحب فيه إلا بترخيص
و أصبح الصادقون يباعون بسعرٍ رخيص
أحبك في زمن صار المخلص هو الخسيس
و الخائن هو العاشق الشاطر
أحبك في زمن اختفت منه الرومانسية
وحل مكانها خطط الكذب و الخداع
و أمور أخرى مخفية
زمن انتشرت على الإنترنت مواقع للحب و التسلية
الكل يدخل إليها و بالكلام المعسول يُقامر
أحبك في زمن ضاعت فيه مظاهر الرجولة
و اختفت ملامحنا الشرقية و لم نعد نلعب دور البطولة
و باتت المرأة مختلفة ولم تعد تلك الخجولة
وغرقت في بحور التاتو و الموضة و المظاهر
أحبك في زمن لا داعي فيه للغرام
السلاح الأقوى هو اللف و الدوران وكل شيء حرام
أحلى الأميرات تباع و تشترى بالمال
و القليل القليل من الكلام
زمن لا داعي لأن نُظهر صدق المشاعر
أحبك في زمن جربوا أن يمحوا منه صوت فيروز
و حاولوا أن يقتلوا صباحنا ليحصدوا الكنوز
وتاهوا في صراعات من الذي سيفوز
وغربوا أحساساً سافر من دون أن يسافر
أحبك من جديد في زمن الضياع
الجميع بداخله يعيش الصراع
ولم يبقى لدينا إلا كلمات الوداع
و نجمةً و قمراً لا زال وحيداً ساهر
أحبك في هذا الزمن العجيب
فمن الآن وصاعد لن يُفرق
العدو عن الحبيب
و لم يعد هناك أي شيء غريب
إلا عاشق صامد لم ولن يغادر
تخيلي !!
في كل ما رويته لك عن هذا الزمن
أنا أحبك ولا أملك لا المكان ولا الوطن
فاسمحي لهذا الحب أن يعيش
قبل أن يدفن تحت التراب
و يصبح صديقاً حميماً للمقابر
