اليوم يا أحبائي أجرمت بحق صاحبي هذا، و دون أن أشعر، فقد رمى بوجهي قنبلةً فجرتني أنا إلى أشلاء و بعثرتني أمامه، و لم أعرف كيف أخبئ نفسي منه.
كنت أحاول قبل أيام أن أدعوه لنتسامر و أعرف منه آخر أخباره، و لكنه كان يعطيني الأعذار الواهية، و يهرب مني دائماً.
و بعد عدة محاولات و إصراري الدائم، و تقديمي له بعض المغريات، رضخ أمام مطالبي و هو متعب، و عيناه محمرتان من قلة النوم و كثرة التفكير، فقال لي :
بالله عليك ألا تمل،أتركني بحالي فلم أصدق بعد أن أشلائي قد هدأت قليلاً حتى تعيد أنت تحريكها و حثها على معاودة الحرب مع بعضها، ماذا تريد مني؟
أنا: أهذا جزائي لأني أسأل عنك و أستفسر عن أخبارك و أخبار عقلك و قلبك و نفسك.
صاحبي هذا: سأخبرك بهذا الموجز العظيم، الوحدة تقتلني بسمّها ببطء شديد، ما الفائدة التي ترجوها مني؟
أنا: أنت تعلم أني أكتب حكايتك، و الجميع يخبرني بمدى أعجابه و حبه و تقديره لك، و أنك إنسان يحكى عنه بالحكايات و الأساطير الماضية فقط.
صاحبي هذا: هه، حتى أنت يا بروتوس، تريد أستغلالي كما فعل بي الكثير من الخلق، فذاك الذي أستغلني لمالي، و ذاك الذي أستغلني لأساعده ثم رماني كما ترمى بقايا الطعام للكلاب و القطط، و تلك التي أستغلت مشاعري من أجل مآرب لها لا يعلم بها غير الله، و ها أنت الآن، تستغلني لتكتب حكايتي لتنال أنت كل الأعجاب و الحب و التقدير لك فقط، ما الفائدة، قل لي، أن كنت أنا صاحب الحكاية، لا يشعر بي أحد و لا يمد يد المساعدة نحوي لينشلني مما أنا فيه من متاعب و هموم.
رمى بوجهي القنبلة، أنعقد لساني، لم أعرف كيف أجاوبه و بماذا أرد عليه، لقد جرحته و أجرمت بحق نفسه و نفسي بعد أن أعتقدت أنني أحاول مساعدته.
آه منك يا صاحبي هذا، تدخلني بمتاهات أنا في غنى عنها، و تفتح أبواباً مغلقةً بأقفالٍ مترَّسه، و تسد الطرق التي أمهدها لك، ليرتاح عقلك و قلبك و نفسك.
سامحني يا صاحبي هذا، فلم أقصد أن أوذيك.
الأثنين 14_1_2011