أنا من أصحاب نظرية المؤامرة .. ولن أستغني عنها طالما أن العدو الصهيوني بجوارنا ويحتل أرضنا ويسفك دماء شعبنا ويحيك المؤامرة تلو الأخرى علينا وعلى المنطقة أجمع .. وطالما هناك دولة اسمها أمريكا تدعمه وتريد إخضاع شعوب منطقتنا العربية بأكملها له ..
أيها السادة اليوم لم يعد هناك دولة عربية واحدة تضايق أمريكا وصهاينتها في فلسطين إلا شوكة واحدة تغرس في خلقها وتقف عثرة ضد مخططاتها بالسيطرة على المنطقة هي بلدنا سوريا الحرة الأبية الصامدة والتي لم تتنازل عن حقوقها وحقوق الأمة العربية والإسلامية بفضل شعبها الصامد وقيادتها الحكيمة .. لذلك أستطيع أن أجزم أن أي حركة أو تغيير أو مخطط أو أي حتى حجرة تتحرك في منطقتنا هي مؤامرة ضد سورية الهدف منها كسر صمودنا وإجبارنا وإخضاعنا بقبول تسويات مذلة وإنهاء آخر مقاومة وآخر رجل في منطقتنا يقول للصهاينة لا ..
فإن تحقق ذلك لن يبقى مقاومة ولا أمن ولا استقرار ولا مقدسات ولا حكام ولا ملوك يقفون بوجه هذا الكيان السرطاني وأطماعه .. تلك هي المعادلة الصريحة الواضحة وكل من يخرج عنها ويصدق أن أمريكا تريد الحرية والخير لشعوبنا هو إما مخطئ .. أو أن علامته ضعيفة بالتاريخ القديم والحديث .. أو أنه متآمر على وطنه وأمته كبعض الخدامين ..! وحقيقة كل شيء يهون عند أمريكا إلا إزعاج الصهاينة ورعبهم وانكسار شوكتهم في المنطقة وخصوصا بعد حرب تموز المذلة لهم .. فأمريكا مستعدة لتجييش العالم بحكامه وشعوبه وإعلامه من أجل الحفاظ على هذا الكيان القذر .. ليس محبة به إنما مجبرة ورغما عنها .
فالظروف شاءت أن يتحكم هذا الكيان عن طريق اللوبي اليهودي الصهيوني المنتشر بالعالم بمراكز القرار الأمريكي وجميع المؤسسات والمنظمات الدولية عن طريق سيطرته على رؤوس الأموال والشركات والبنوك ..!
أما رأيي بموضوع ( الفوضى الخلاقة ) التي تحدث اليوم ويتوهم الجميع بأنها ثورات شعبية هو كالتالي :
أقول لمن يظن أنها ثورات حقيقية حصلت في تونس أو مصر : نعم هي بالنسبة للشعوب ثورة وهذا ظاهرها لكنها بكل تأكيد مفتعلة ومحضرة ومخطط لها مسبقا بكل دقة .. فمبارك في مصر وزين العابدين بتونس رئيسان متهالكان يترنحان منذ عدة سنوات وقد كبرا بالسن ولفظتهم شعوبهم وانتهى دورهم ومن سياسة أمريكا أنها لا تترك رئيسا نبذه شعبه حتى لو كان تابعها وخدمها لعقود وأمريكا لا ترتبط بأشخاص إنما بمصالح وكما نعلم أن شعب مصر وتونس كانا على فوهة بركان وأمريكا تخشى من أي حركة تحررية أن تنقض وتسقط النظام وتستلم السلطة دون إرادتها لذلك سعت لوضع خطة كبيرة تستبدل بها الحكام التابعين لها ولحلفائها .. وبما أنهم الرئيسان ( طلعت ريحتون كما نقول ) فلماذا لا يتم إسقاطهم بمخطط يشمل المنطقة وتستفيد منه أمريكا وإسرائيل .. أما المخطط فهو تحريض الشعوب كي تقوم بمظاهرات وتسقط أنظمتها بمطالب محقة وهي الحرية والديمقراطية ولا حظوا أن تلك المطالب فعلا محقة .. فمعظم شعوبنا العربية مقموعة ومظلومة وتنهب ثرواتها ويعيش معظمها في فقر مدقع ..
لكن السؤال المضحك من ينهب تلك الثروات أليست أمريكا بالتعاون مع حكام تلك الدول التي حمتهم لعقود خلت ..؟! وأما تحقيق الحرية والديمقراطية فهو أيضا حلم العرب منذ الأزل لأنهم لم ينعموا طوال تاريخهم القديم والحديث بحرية وديمقراطية عادلة .. وأمريكا أيضا من نصبت أكثر حكام العرب الذين ظلموا شعوبهم وتآمروا عليهم وهي من حمتهم مرات ومرات من السقوط ..!؟
ومن هذا الباب بدأت الأنظمة تنهار كالدومنو تحت ضغط المظاهرات التي دعت لها أمريكا عبر أتباعها بالفيسبوك والمحطات المتخاذلة بتلك اللعبة ..
وقد تم المخطط كما رسم بإسقاط رموز مهمة بالنسبة لأمريكا لإقناع شعوب المنطقة أنه حتى أتباع أمريكا يسقطون وهي غير قادرة على حمايتهم .!! وفعلا تظاهر التونسيون وبعد فترة طلبت فرنسا من تابعها الرئيس التونسي التنحي فوافق على مضض وهو مجبر فالتابع لا يستطيع أن يرفض أوامر أسياده .. وتكررت نفس التمثيلية في مصر وجميعنا يعلم أن شعب مصر يغلي منذ سنين ولا يريد مبارك وأفعاله .. هذا الشعب الجائع المنتوف والذي يقدر عدد الذين ينامون في المقابر في مصر حسب إحصائية دولية بعشرين مليون نسمة .. وعندما تظاهر أوعزت أمريكا لتابعها مبارك أن يرحل فخضع لأوامر أسياده أيضا وذهب رغما عنه .. وبأعتبار أن الجيش المصري ممتن لأمريكا التي سلحته ودربته فهي قادرة بالتعاون معه على وضع من هو أصغر من مبارك سنا وأفضل تبعية لها ولإسرائيل بديلا عنه على أن تكون يده نظيفة ومحبوب نسبيا من قبل الشعب .. وهكذا لن يكتشف الشعب المصري اللعبة كما حصل عند تنصيب مبارك حين استلم وحافظ على جميع الاتفاقيات وأعلن أنه من المعيب أن يلغي اتفاقية أقرها رئيس مصري قبله وهذا ما سيحصل بالرئيس الذي ينجّر للشعب المصري اليوم عند أفضل النجارين .!!
وهكذا اقنعت أمريكا الشعب العربي أنه يستطيع إسقاط أنظمته بمجرد أنه يتظاهر .. وتم تنفيذ المخطط ذاته في ليبيا فإن استطاع الشعب إسقاط القذافي فلا مانع وليبيا كبيرة وفيها من النفط والثروات ما تحلم به أمريكا وأوروبا وهي كعكة كبيرة جدا .. وبما أن القذافي ليس تابعاً ولن يسمع لها فأمامه حلان إما أن يسقطه شعبه ويرحل أو أن تدمر دولته ونظامه وتعود ليبيا للعصر الحجري .. وأظن أن ليبيا ستقسم فلا الثوار مع حلف الناتو قادرون على التقدم ولا قوات القذافي أيضا والحل هو الاستنجاد بقوات تحتل ليبيا وعندها سنرى عراقا ثانية ..
وعندما فلتت الأمور من يد أمريكا ووصلت الثورة لحلفائها في البحرين وسلطنة عمان والسعودية .. كان القمع بكل أشكاله مسموحا في تلك الدول والتعتيم من قبل المحطات العميلة واضح أيضا .. وحسب المخطط اتهمت تلك المحطات إيران بالمؤامرة لتحريك تلك الشعوب .. وهنا تنكشف اللعبة تماما فتلك المحطات تتهم الأمن والجيش بقتل المتظاهرين العزل في جميع الدول التي تريد أمريكا إسقاط أنظمتها .. أما الدول التي لا تريد التغيير بها فلا يحق لشعوبها أن تثور وإن ثارت فالتهمة جاهزة وهي المؤامرة الإيرانية ضد الأمة ..! أما اليمن فهو منذ سنين مضطرب وفيه ثورات ونظامه غير مستقر وحين وصلت العدوى لشعبه المسكين ُترك وحده يقلع شوكه بنفسه فلا ثروات عنده ولا نفط يطمع به أحد ..
والحقيقة أن أهم هدف من تلك الثورات والفوضى الخلاقة التي صنعتها أمريكا وإسرائيل في أمتنا هي أن تصل تلك العدوى (( لعدوهم الوحيد بالمنطقة سوريا الأسد )) فإن وصلت وتحقق حلم أمريكا والعدو الصهيوني فسيكون هذا أكبر إنجاز تاريخي لهم .. وطبعا الشعب السوري كغيره من الشعوب يحب الإصلاح وهو شعب حي ويتفاعل بالأحداث التي تجري حوله .. وحقيقة رغم أنه يتمتع بحرية أكثر مما تتمتع به معظم شعوب المنطقة إلا أن له مطالب يريد تحقيقها .. وبكل صراحة وشفافية أقول إن الشعب السوري هو الوحيد في أمتنا الذي يحب قائده الشاب الوطني الذي لم يخذله يوما ولم يهينه ولم يتآمر عليه ولم يرضخ للصهاينة وأعداء الأمة ..
لذلك عندما خرجت بعض المظاهرات كانت تحمل صورا لقائدها وتطلق شعارات تحييه وتفديه بالروح والدم وتطالب بالإصلاح الذي وعدها به .. وهكذا بدأت المظاهرات سلمية حضارية هادئة ومطالبة بتوسيع الحريات ورفع المستوى المعيشي للمواطن ومحاربة الفساد وإلغاء قانون الطوارئ .. وبحنكة السيد الرئيس المعهودة وحبه لشعبه أصد الأوامر لتلبية جميع المطالب المحقة لشعبه وأصدر المراسيم الفورية والتي لا تحتاج لدراسة والأخرى وضعت قيد الدراسة لتصدر لاحقا .. والشعب السوري يحب رئيسه ويثق بوعوده ..
لكن أيها السادة لم ترق تلك المظاهرات السلمية والتي تحيي القائد الأسد لأعدائنا.. لهذا دفعوا ببعض المندسين داخل المظاهرات السليمة لتصطدم برجال الأمن وتقتل بعضهم وتصور المحطات المتخاذلة عكس ما جرى وبأن قوات الأمن السوري تقتل المواطنين العزل المسالمين .. لكن السيد الرئيس حفظه الله وهو الذي يستشعر الخطر قبل وقوعه ويحب شعبه .. استبق الأمور وأصدر أوامره لقوات الأمن بمنع إطلاق النار على المتظاهرين حتى لو أطلق بعض المندسين النار عليهم .. وكان هذا القرار حكيم وفي قمة الذكاء لأنه بالنهاية بين وأظهر للشعب السوري وقاحة هؤلاء المندسين بينهم وأنهم لا يريدون لا مطالب ولا إصلاحات بل التخريب والحرق وإيقاع الفتنة بين الشعب السوري وأمنه ونظامه ..
وبدأ عناصر الأمن يسقطون شهداء هنا وهناك .. ومع هذا التزموا بقرار قائدهم وضحوا بأنفسهم كي لا يقتل أبرياء بأعداد كبيرة .. وضاق صدر أعدائنا الكلاب الموتورين وتأكدوا أنهم لن يستطيعوا أن ينفذوا مخططهم فبدؤوا بالخطة الثانية وهي التحريض الطائفي وقتل أناس من طائفة واتهام الأخرى .. لكن سرعان ما اكتشف الأهالي بوعيهم وحبهم لبعضهم الفتنة وأحبطوها وتضامنوا وحموا حاراتهم بلجان شكلوها وألقوا القبض على الكثير منهم .. وعندما عجز أعدائنا عن إحداث البلبلة وتحريض شعبنا كشفوا عن وجوههم الشيطانية بأوامر أسيادهم وبدؤوا بالاعتداء المباشر على المواطنين وعناصر الأمن والشرطة والمؤسسات والأبنية العامة وحتى على وحدات جيشنا العربي السوري الباسل .. عندها لم يعد هناك أي شك عند المواطن بأنها مؤامرة والموضوع ليس إصلاح ولا مطالب معيشية .. حينها أصدر السيد الرئيس بشار الأسد أوامره للشرطة والأمن بأن يحموا المواطنين وأملاكهم والأملاك العامة من المخربين ويلقوا القبض عليهم ويستعملوا القوة معهم عند الضرورة .. والآن كما نرى ونسمع هم ملاحقون ويهربون من جهة إلى أخرى لكن نهايتهم باتت حتمية ومخطط أسيادهم فشل وسيعود بلدنا لأمنه واستقراره كما كان ..
أيها السادة لأول مرة بالتاريخ نسمع بمؤامرة تريد إجبار شعب أن يكره قائده الذي يحب .. وأيضا يدفع له المال ليخرج في مظاهرة .. فعلا شيء غريب عجيب .. هم يظنون أن شعبنا كأي شعب يتظاهر ويهتف بحياة القائد خوفا .. ولا يريدون أن يفهموا حقيقة يعرفها كل سوري هي أن معظم شعبنا يحب القائد الدكتور بشار الأسد من قلبه ويخرج ويهتف لهذا القائد الكريم المستقيم صاحب العزة والكرامة دون خوف .
صحيح عندنا مطالب ونسعى لتوسيع الحريات والإصلاح ومحاربة الفساد لكن ليس عن طريق التخريب والحرق والقتل .. وهنا نقول لأعدائنا ومحطاتهم إن الشعب السوري بات يضحك على أفلامكم المدبلجة والمزورة والمشاهد الكاذبة وشهود العميان الذين يتصلون بكم من ضمن الاستديو نفسه .. وصدقوني لقد أصبحتم مسخرة في بلدنا وبات الطفل الصغير يضحك على أي مذيع منكم .. لذلك نقول افعلوا ما شئتم فمصداقيتكم هي من تضررت وزادت مصداقية شعبنا بقائدنا وشعبنا وأمننا وجيشنا ومحطاتنا .. ونفوسكم هي من خربت وبلادنا قوية وعامرة بالخير والحب إن شاء الله وستبقى .. وكذبكم انكشف للقاصي والداني واستحقركم الجميع .. ونحن لا نعتب عليكم لأنكم أعدائنا والحرب طويلة بيننا وبين الصهاينة وأتباعهم أمثالكم.. إنما نحزن على مريض نفسي خادم لشعبه ولم يخدمه إنما سرق مال الشعب وهرب ولم يكتفي بذلك بل استخدم المال المسروق لتخريب بلده عن بعد .. واليوم تثبت لنا الأحداث والدلائل المشابهة لأحداث الإخوان في عام 82 أن هذا الخائن كان ورائها أي أنه خائن لوطنه منذ زمن وليس الآن فقط .. وبإذن الله سيجلبه شعبنا للمحاكمة هو وكل العملاء وسيلقون الجزاء العادل الذي يستحقه الخونة .