في كل عام يثبت لي نيسان أنه الشخص الأكثر قسوة في الطبيعة
تمتد يده السوداء المخبأة تحت أزهار الربيع البيضاء والملونة...
لتقبض على بقايا أنفاسي الملتقطة من أيلول الدافئ....
هي المرة الأولى ... التي غاب فيها نيسان.. ليترك لي ذكرى تمحو آثامه السابقة كلها وتسطع كزنابق المساء تتخالى
على ضفاف البحيرات الصغيرة متناغمة مع تراقص الموجات الفرحة بصورة القمر المرتسم على شفاهها ...
لكنه... لم يستطع أن يخفي شره طويلاً فأراد في هذه المرة قبض روحي...
انتزع قلبي الذي حلمت ليال طوال بنموه في داخلي كجنين يكبر بسرعة متشوقاً للقائي في لحظات مسروقة...
سلب مني أحلامي ... التي بدأت .. أيامي القادمة .. كلماتي .. صوري...
لكنه لم يستطع سلبي ذكرياتي الوردية ... فحرمني أمني وأماني ...
حرمني وطني وشوارعي ...أرصفتي صديقتي الوحيدة ... التي حفظت آهاتي ودموعي ...
سرق مني بحري الهادئ الغاضب ... وورد حدائقي المبعثرة بين خفايا الاسمنت البارد ...
نيسان يكرهني ... نيسان يجرحني ... نيسان يؤذيني...
وأين أنا ذات السنوات القليلة الفانية من نيسان الخالد...
هو من أصعدني فوق جبروت نيسان ... ترك في يدي وردة حمراء .. وحيدة.. مثلي ورحل دون أسف..
رحل وترك نيسان يعاقبني على أشياء لم أفعلها بعد وربما لن ألحق تواتر الزمن لفعلها!!!
رحل دون أن يجعلني أكرهه كما أكره نيسان الأحمق...
رحل وتركني وحيدة مع قسوة نيسان!!!!!