news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
خواطر
جدل .... الفسحة السماوية …. بقلم violetyy

في قهوة عالمفرق ... في موقدة وفي نار... نبقى أنا وحبيبي .... نفرشها بالأسرار


جدل الصغيرة .. ذات العام الواحد بدأت حلماً صغيراً حتى غدت تقف على قدميها وتسمعنا ضحكاتها الفيروزية وعبق الرحبانبات المنسية على ضوء شموع وصور من أحببناهم وبين أعيننا ذكريات منسية حزينة لكن قلوبنا الطيبة تنسينا إياها

أذكر منذ أقل من عام عندما زرتها أول مرة ... لم أته في حمص الكبيرة...

وصلت هناك في ظهيرة يوم صيفي حار طلبا للبرودة والانتعاش ، خرجت من العالم الكبير والسيارات الكثيرة بتلوثها وضجيجها المُمرِض والشوارع العريضة إلى حيز صغير قابع بين كفين يحاول عبثاً الهروب من حياة _أصبحت مملة_ لبضع دقائق من الخيال والمستحيل...

لا كهرباء ... لا أنوار ساطعة في تلك الدقائق القليلة حيث كان التيار الكهربائي مقطوعاً... فقط بضع شمعات خجلة تبث نوراً طفيفاً يوحي بحميمة الجدران الصفراء الحزينة على تنهيداتٍ فيروزية ...

اخترت أحد المقاعد الخشبية المنسية حيث كثرت أصوات الأقلام والحروف والرسومات والخربشات المحفورة على ورق الحائط الصامت...

كان الوصف دقيقاً .. قد عرفت جدل قبل أن أراها وشاهدت خطواتها الأولى في أشهرها القليلة...

أذكر جيداً كم كان سعيداً وهو يعمل على تزيينها ورسمها والحفاظ على دفء الياسمين بين زوايا صغيرة... أتذكر كثيراً يا عماد كم من مرةٍ حاولت تحريك الصور والأثاث ... كم كانت فرحتك تغمرني وأنت تبعثر ورق الورد الأحمر الندي على الطاولات والمقاعد وعلى الأرض وبين الكؤوس وخلف الشموع لتشعل جدل حنيناً في يوم الحب.... حيرتك وقلقك حين يطلب منك والد جدل أفكاراً جديدة تطفيها في المساحات الصغيرة وكم من الفساتين والحلوى الشهية التي ستجلبها لها....

تمام... والد جدل ومبتكرها... ذاك المهندس المعماري الذي راح يطلق على ابنته الصغيرة الأسماء قبل الألوان والصور قبل الألحان ويخرج قمراً ويضع غيمةً ويحرك شمساً ويغير الكون لابتسامةٍ من ثغرها.... ويد ينال تعمل جاهدةً مشتاقة لولادة جديدة يحاول رسم الخيال ليحوله إلى واقع ويضع من روحه في سماءاتها ليصل وسام ويبدأ بمساهمته ببناء أفكارها وتأسيس ثقافاتها فيجلب لها أطيب القراءات وأغنى الشعراء والكتاب والأدباء ويضعهم بين يديها لتنمو على حب الحروف والكلمات...

كثيرون من وضعوا بصماتهم على صورها وشخصيتها فشكراً لكم جميعاً على هذه الفسحة السماوية حيث نلقي بأنفسنا على الحور العتيق وبين الحيطان المنسية ونحن نرى أمطار الخريف تطرق على الزجاج الخارجي أملاً منها بمشاركتنا جلستنا الحميمية مع ذاتك وأنت تسمع جدل تهدهد لك شتاءً لتبقى أطول وقت ممكن في أحضانها...

والثلج نازل بالدنية تجريح ...

وتضل حدي تضل حدي تضل

وما يضل بالقنديل نقطة زيت... يـــــــا ريـــت

2010-10-26
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد