لن تصدق عينيك – وأنت تشاهد نهر السن هذه الأيام هو البحر – أم النهر..؟ الدافق فيضا ًمن ماء الأحلام وهو يملأ مجراه - بارتفاع عدة أمتار,ونحن نطوف فوق بساط الماء في سفينتنا الحديدية ومجدافها الخشبي الوحيد
.وعلى ضفافه تنتشر أشجار الصفصاف التي اقتلعت مرارا ً,ولابدّ أن ينغـِصك تساؤل بدون تفاؤل: ترى هل هذا نهر السن الآن هو ذاته صيفا ً..؟ تلعثمك الغصّة وفي عينيك تتوقف الدمعة .ليس نهر السن الآن ذاك في الصيف حيث تنتشر الروائح البغيضة على أطرافه ويتحسر على مياهه..؟.
وسؤال آخر في الفكر يتفجر...؟ مادام النهر هادرا ًخريفا ً وشتاءً وربيعا ً أكتم غيظي ...؟ وأتساءل..
لماذا لا تبقى مياهه دافقة شتاء, بدل رحلة سفرها إلى البحر,ولا تصل المنازل القريبة إلا القليل من ساعات عدة أيام.؟!
اندفعتُ وصديقي الحائر بشوقه والمتزوج حرية عذوبته مبحرين عكس التيارالدافق.صوب حقول اللوتس والجرجير على متن زورقه الحديدي.وقد ذكرني برحلة في الفرات لمجموعة من مقاتلين أخترعهم الروائي حيدر حيدر في مقطع من روايته(وليمة لأعشاب البحر) طلبت من صديقي المبحر معي أن أساعده في عملية التجديف ,ولجهلي بالعملية برمت الزورق عكس جهة ما نريد ولم أنجح لولا مساعدته لي . .
الكلمات تتدفق كالماء معبرة عن دفق فيض الأمنيات والخيالات ونحن نخوض تلك المغامرة غير الموصوفة تجن الكلمات تسترسل الصور وهي ترسم فيض الماء المبحر نحو البحر بلا فائدة.
حين نزلنا على ضفة النهر اليمنى كادت الآه تحرق الروح.فأنا الظامئ والماء بحرا ً أمامي يوميء لي الفرح أنشد رؤاه - أغزل شرنقة وقته أفرد ظلال الشوق.. يا مجد رؤاي مشتاق إليك..
أكتب والألم يعتصرني على ما يحصل في بلدي سورية..؟!أصمت يؤرقني الوجع أصرخ يرفضني الصوت .وأتساءل (ما الفائدة من الصراخ مادام الصوت لا يخرج من زنزانة الفم ..؟ ) وأقول:
***الفكرة تفتك بخاصرة الوقت. تلاحق لحظته .
الفكرة : خاتمة اللحظة العابرة.
الفكرة : تاج على رؤوس العقلاء - ناقوس يدق الخطر على الزمن الضحل .الذي يكتبه إنسان ضعيف.
- الفكرة : نارٌ موقدة في اللحظة تشعلها فتضئ زمنها الآتي وتدفئ الآن القادم.
- الفكرة : لذة ما بعدها لذّة حين تبدأ النمو.وسيدة الخلود
- الفكرة : خلاص الموت - سرّ ديمومة الحياة.