عَلى كُلِّ أبٍ وأمٍّ و عَلى كُلِّ أسرَةٍ أنْ يَرغبوا أطفالَهُم في إطلاعِهِم عَلى الكُتُبِ ...فالأمُّةُ الَّتي تَقرَأ ... هيَ أمَّةُ حضاريَّةٌ ونَحنُ أمَّةٌ ( اقرَأ) وويلٌ لأمَّةٍ لا تَقرَأ فَمصيرُها مَتاحِفُ التَّاريخُ ، ولَنْ يُكتَبَ لَها الخُلودُ
1 ـ وهَذا يَتَحَقَّقُ إنْ بَدَأتِ الأمُّ بِقِراءَةِ قِصَّةٍ لِطفلِها كُلَّ مَساءٍ قَبلَ نَومِهِ ، فاجعَلي الطِّفلَ مِمْسِكاً بيدِهِ القِصَّةَ الصَّغيرَةَ ، والَّتي تَحتَوي عَلى رُسومٍ فَقَط ، وقومي ـ أنتِ ـ بِسَردِ حِكاياتِها الرّائِعَةِ عَليهِ ، ليَعيَ الأحداثَ ، وليُحِبَّ قِراءَةَ الكُتُبِ ؛ بَلْ وسَـتُساعِدُ طَريقَةُ المُطالَعَةِ قَبلَ النَّومِ عَلى النَّومِ السَّريعِ .
2 ـ بَعدَ اكتِسابِ الطِّفلِ الكَلامَ، دَعيهِ يَقرَأ ، أو يُشارِكُكِ في قَصِّ هَذِهِ القِصَّةَ ، ومِنْ ثُمَّ اجعليهِ يَقرَأ لِوَحدِهِ بَعضَ القِصَصِ الصَّغيرَةِ ، فيكون سعيداً بذلك ، ويشعر أنَّ مُفرَداتِهِ تَطَوَّرَتْ.
يُرجى انتِقاءُ القِصَصِ الهادِفَةِ المُناسِبَةِ لأعمارِ الطِّفلِ في دَورِ النَّشرِ.
3 ـ اعلَمي أنَّ الأطفالَ يُحِبّونَ قِراءَةَ القِصَصِ أو الكُتُبِ الَّتي تَتَكَلَّمُ عَنِ المُتَّعَةِ ، والتَّركيزِ عَلى جَذبِ الانتِباهِ ، ووضِعِ الرُّسومِ المُختَلِفَةِ في مَلامِحِ الوَجهِ والحَرَكَةِ في الإشاراتِ .
4 ـ إنَّ أفضَلَ الوسائِلِ الَّتي تَجعَلُ الطِّفلَ يُحَلِّقُ في سَماءِ المُطالَعَةِ ، مُهتَمّاً بِشراءِ الكُتُبِ و أغناء مَكتَبَتِهِ الصَّغيرَةِ هيَ أنْ تَكونَ مُوَجَّهَةً ، وتَحمِلُ اسمَهُ
إنْ وُجِدَتْ أو أنْ يَكونَ أبطالُها في سِنٍّ مُماثِلَةٍ لِوضَعِ الطِّفلِ ، عِندَها يَفرَحُ الطِّفلُ بِمُتابَعَةِ القِصَّةِ ، ويَهتَمُّ بِقِراءَتِها بِحِرصٍ ليَعرِفَ ماذا سَيَحدُثُ مَعَ البَطَلِ...!
فَهَذِهِ أفضَلُ وَسيلَةٍ ليُحِلِّقَ الطِّفلُ في دُنيا المُطالَعَةِ ، ويَهتَمَّ بِشراءِ الكُتُبِ وإغناءِ مَكتَبَتِهِ، الَّتي مِنَ المُمكِنِ أنْ تَبدَأ في الطُّفولَةِ عَلى شَكلِ ألبومِ صُوَرٍ يَضَعُ فيها قِصَصَهُ الصَّغيرَةِ ويَجمَعُها وهَكذا.. ، فَيُصبِحُ كِتابَهُ الخاصَّ المُحَبَّبَ الَّذي يَفرَحُ بِهِ أمامَ أصدقائِهِ، ، أو مِنَ المُمكِنِ أنْ يَقُصَّ بَعضَ الصُّوَرِ مِنَ المَجلاتِ والصُّحفِ ، ويُلصِقَها عَلى دَفترٍ كَبيرٍِ، ويَكتُبَ تَحتَ كُلِّ صُورَةٍ قِصَّتَها ، وحينَئذٍ يكونُ في بِدايَةِ مَشروعِ الكاتِبِ الصَغيرِ...!
5 ـ إنَّ الأهدافَ المُستَقبليَّةَ الَّتي تَجعَلُ الطِّفلَ مَشروعَ كاتِبٍ صَغيرٍ تَبدَأُ مِنْ خِلالِ أنْ تُعطيَ الطِّفلَ قِصَّةً تَضَمَّنَتْ صُوراً ، ولا بَأسَ مِنْ قُرصٍ سَمعيٍّ بَصريٍّ مُرْفَقٍ مَعَها فَتَشتَرِكُ أكثَرُ مِنْ حاسَّةٍ في استِيعابِ هَذِهِ القِصَّةِ ، واجعليهِ يَكتُبُ ما استَفادَ من قِراءَتِها ... فالاختِلافُ كبيرٌ بَينَ الصُّورَةِ المقروءَةِ والصُّورَةِ الَّتي نَتلقّاها عَبرَ التِّلفازِ
6 ـ عَليهِ أنْ يَتَعَلَّمَ الصَّبرَ المُثابَرَةَ عَلى المُطالَعَةِ والقِراءَةِ لِتَنموَ قُدُراتِهِ العَقليَّةَ والذِّهنيَّةَ ؛ فَيَتَحَرَّرُ مِنْ خَيالِ الطُّفولَةِ الَّذي لا غِنى عَنهُ شَيئاً فَشيئاً ، وذَلِكَ بِقراءَةِ الكتابِ الجيّدِ خاصّةً ،والَّذي يَفسَحُ المجالَ لِتنموَ قُدُراتُهُ العَقليَّةُ والذِّهنيَّةُ ، وليَقومَ بِإبرازِ شَخصيَّتِهِ الطِّفليَّةِ الحَقيقيَّةِ السَّليمَةِ ...
إذا ً ... فالقِراءَةُ بِالنِّسبَةِ لِلطِّفلِ يَستَلزِمُ مجهوداً ذِهنيّاَ وتَركيزاً يَقومُ فيها المُخُّ بِتَحويلِ تِلكَ الكَلماتِ المُجَرَّدَةِ الَّتي يَقرأُها إلى فِكرَةٍ عَنْ شَيءٍ ما ، فَعِندَما يَقرأ كَلمَةَ قِطَّةٍ تَنْطَبِعُ في ذِهنِهِ صُورَةَ قِطَّةٍ في عَمليَّةٍ ذِهنيَّةٍ تَمضي في سُرعَةٍ واستِمراريَّةٍ ؛ بَينَما يَجِبُ عَلينا أنْ نَستَقبِلَ الصُّوَرَ التِّلفازيَّةَ دُونَ بَذلِ أي مَجهودٍ ذِهنيٍّ... فالمُطالَعَةُ والقِراءَةُ بِالنِّسبَةِ لِلطِّفلِ عِبارَةٌ عَنْ تَفكيرٍ استِدلاليٍّ يَحتاجُ إلى بَذلِ تَركيزٍ لاستِخلاصِ استِنتاجاتٍ ، وتَكوينِ أحكامٍ وتَفسيراتٍ وخَلقِ أفكارٍ جَديدَةٍ
وهذا هو نِتاجُ القِراءَةِ الهادِفَةِ الَّتي نُريدُها لأطفالِنــا ....