news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
قصص قصيرة
قصة هادفة للطفل* ... بقلم : ريما بدر خربيط

في قرية المحبة


في قديم الزمان كان هنالك قرية جميلة تغطي أرضها الأزهار الجميلة، تدعى قرية المحبة...

سكان هذه القرية كانوا لطفاء يحب بعضهم بعضاً و يتعاونون في كل شيء.

أما حيواناتها فقد كانوا سعداء متعاونين يعملون سويا ويمرحون مع العصافير الملونة صاحبة الصوت الجميل

 

كانت هنادي تذهب كل يوم في نزهة ضمن أشجار هذه القرية الجميلة تلعب مع الحيوانات وتعتني بالأزهار.

تنظر إلى تلك الحيوانات المتعاونة وإلى طريقة حياتهم فمنهم من يتغذى على أوراق الأشجار ومنهم من يتغذى بالديدان أما الفراشات والنحلات فكانت تتغذى على رحيق الأزهار ماعدا فهود الكسول الذي يتدلى من أعلى الشجرة في انتظار من يجلب له الطعام.

أما الغزلان فهي متباهية بجمالها دوماً تتمشى بين الأشجار لتأكل الأوراق الغضة في حين يبقى الدبدوب الطيب الجميل مختبئاً في بيته  مخافة أن يخاف من كبر حجمه الآخرون.

وعندا يأتي الخريف تبدأ جميع الحيوانات بجمع الغذاء و الحطب من أجل مؤونة  الشتاء فهم لا يستطيعون الخروج في البرد القارص.

 

حتى السنجاب الجميل فقد انتهى من جمع الجوز والبندق وخبأ طعامه في بيته داخل جذع الشجرة.

وعندما أتى الشتاء أختبأت جميع الحيوانات في بيتها قرب المواقد تتدفأ بنار الحطب الذي جمعوه سوياً.

لكن الطيور صاحبة الصوت الجميل غادرت الغابة إلى البلاد الدافئة.

ماعدا البومة فهي لا تهاجر وتبقى في عشها..

أما الثعالب والذئاب فلم تجد ما تأكله فقد اختبأت في أوكارها جميع الحيوانات التي تتغذى عليها.

 

وكعادتها خرجت هنادي مع إخوتها لتسقي الأزهار الجميلة لكنها وجدتها باردة مغطاة بالثلج ولا حياة بها حالها كحال الأشجار يابسة عارية دون أوراق.

رجع الصغار على بيوتهم حزينين لما شاهدوا فقد ذهبت الحياة الجميلة من الغابة وأضحت باردة ساكنة.

ولما عادوا إلى المنزل شكوا حزنهم لجدتهم التي كانت تجلس تحيك الصوف قرب المدفأة.

ضحكت الجدة وقالت: إن الفصول لعمر الإنسان فلا أحد منا يبقى طفلاً ولا شاباً إلى الأبد.

وهذا ما يجعل الحياة متجددة وبهية.

 

الربيع يشبه مرحلة الطفولة فهي متجددة وزاهية، والصيف يشبه مرحلة الشباب المليئة بالحيوية والنشاط، والخريف كمرحلة الشيخوخة حيث نرى الأوراق صفراء جافة.

وعندما يأتي الشتاء ببرده القارص تموت النباتات بعدما تغطيها الثلوج البيضاء كما يغطي الشعر الأبيض رأس العجوز ليفارق الحياة بعدها.

لكن المخلوقات جميعها تحب مرحلة الربيع حيث تتجدد الحياة وتعود الطيور من هجرتها لتمازح الأزهار الجميلة التي تسقيها الأطفال فرحة.

فلا تحزنوا من حكمة الطبيعة وانتظروا الربيع بجماله.

 

*من مجموعتي القصصية للأطفال(كان يا ما كان)ستصدر عن دار ربيع للنشر

2011-03-21
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
المزيد