تمر سوريا الحبيبة بمحنة توجها المتآمرون بمسمى الحرية على الرغم من أنها ليست ذات الحرية التي يطالب بها الشعب السوري الذي بات يخرج بمظاهرات يومية .
فنحن بحكم قربنا من سوريا الحبيبة والتي تبعد عنا مسافة 3 ساعات بالسيارة إي اقرب لنا من مدينة العقبة الواقعة بجنوب الاردن لا زلنا نتابع الاخبار من القنوات الارضية والفضائية عما يجري بسوريا الشقيقة ليس لمجرد النظر الى التظاهرات او المطالب وانما لان الوضع اضحى ليس كذلك . فالمتابع للنشرات الاخبارية بالصحف الاجنبية او العربية ومقارنة ما تبثه القنوات الفضائية ولا اريد ذكر اسمائها هنا فليس غريبا على الشعب السوري مثل هذه القنوات.هذا كله يجعلنا نقف ولو لدقيقة واحدة وسؤال انفسنا عن سبب المظاهرات بسوريا وهذا التظاهر الذي اضحى يوميا؟
لا احد منا ينكر ان الشعوب العربية تتشدق الى الاصلاح وقيادة دفة الاصلاح بنفسها ولكن الادهى من ذلك ان شعوب كل الدول التي حصلت ولا زالت تحصل بها المظاهرات تترجم الاصلاح على هواها وتستورد شعارات من ثورات ومظاهرات نادت بها شعوب دول مثل مصر وتونس على الرغم من ان الظروف تختلف من دولة لأخرى على وجه الارض فسوريا ليست تونس ومصر ليست الجزائر والاردن ليس لبنان وغيرها
ولكن اذا وقفنا الى جانب الشعب فيجب ان نكون ايضا واعيين لما يجري خلف الكواليس .فلا احد ونحن ايضا ينكر وجود مؤامرة خلف الكواليس وتحريكها بالمياه الراكدة.فمن خلال متابعتنا لما يجري بسوريا بدءا من اول مظاهرة بشهر مارس وجدنا ان العالم الغربي والقنوات الفضائية المتمثلة بالجزيرة والعربية وكذلك بي بي سي فتحت افواهها مباشرة وطالبت ولا زالت تطالب الرئيس السوري بشار الاسد بالاصلاح والخنوع لمطالب شعبه علما بان الاصلاح مثلما اكد سيادة الرئيس لا يتم بليلة وضحاها ولا يتم بشكل مباشر في بلد يقطنه ما يقارب من 23 مليون نسمة ويتعرض لضغوط خارجية ابرزها تمثل بأدراج سوريا في قائمة دول محور الشر ابان اجتياح العراق الشقيق.فبحكم زيارتنا لسوريا الحبيبة لا ننكر ما شاهدناه من انفتاح سوريا على الاتحاد الاوروبي من خلال استثمارات اوروبية وفنادق ناهيك عن افتتاح جامعات سورية خاصة ولديها بعض الصبغة الاوروبية وكذلك معاهد اللغات الاجنبية ومطاعم الوجبات السريعة والمستشفيات وتنظيم المدارس والعمل على الانتهاء من الدوام النصفي في العديد من المدارس حتى بريف دمشق والانجاز العظيم الذي قامت به محافظة دمشق بإعادة تأهيل دمشق القديمة بالتعاون مع الجانب الألماني وهذا ما لمسناه من خلال التنظيم والترقيم والنظافة خلال زياراتنا للشام القديمة .ولا ننكر ايضا تربع القطاع السياحي السوري على دعائم الاقتصاد الوطني السوري
وهذا ايضا بسبب ما تتمتع به سوريا من نعمة الامن والامان التي حباها الله للدولة الاموية.
والادهى من ذلك ان سيادة الرئيس بشار الاسد قد اعلن على الملأ ان سوريا ستشهد اصلاحات في مجال تعدد الاحزاب والاعلام وغيره.بعد كل هذا نريد السؤال:
ما هو الاصلاح الذي ينشده الشعب السوري؟ لماذا اطلق الشعار المستورد من ثورات مصر وتونس الشعب يريد اسقاط النظام علما ان سوريا ليست مصر ولا تونس؟ لماذا لازال يستجيب لشيء اسمه معارضة ومن على صفحات الفيسبوك؟وهم اساسا عبارة عن اناس يعيشون خارج سوريا وبالذات في دول الغرب ولا يعلمون شيء بسيط عن سوريا و أوضاعها واطلقوا على انفسهم معارضة.لماذا الاعلام الفضائي فقط يغطي الاحداث بسوريا من مظاهرات؟ ولماذا لا يغطيها بدول اخرى مثل الخليج على سبيل المثال؟ ولماذا لا يتكلمون ولا بشيء عن مسيرات التأييد لسيادة الرئيس التي عمت سوريا ليلا ونهارا؟
لماذا سعد الحريري كان قد اعاد العلاقات اللبنانية السورية الى ما كانت عليه من قبل وللاسف عاد لقلب الطاولة من جديد؟ لماذا اتهموا سوريا باغتيال رفيق الحريري ثم عادوا لتبرئة سوريا من ذلك؟ وقد استجابت سوريا لذلك الامر ووافقت على سحب الجيش السوري من لبنان بل زاد ذلك بإدخال سوريا ضمن قائمة دول محور الشر وسحب السفيرة الامريكية من دمشق .اذا كان ذلك من اجل ارغام سوريا على السلام مع اسرائيل فسوريا لم ترفض ذلك وقامت بإجراء مفاوضات مع الجانب الاسرائيلي بوسيط تركي ولكن هذه المفاوضات لم تفلح بشيء يذكر.
لا اريد الاطالة ولكن اقولها : اخواني السوريين المتظاهرين حافظوا على بلدكم مما يحاك له خلف الكواليس واذا كنتم حقا تريدون الاصلاح ونحن لا ننكر لان الانسان مدني بطبعه فأعطوا الرئيس فرصة. فالاصلاح لا يأتي بليلة وضحاها وايضا اذا كنتم لا تريدون الرئيس ولا النظام السوري فهناك ما يقارب 80 بالمائة من الشعب السوري يريد الرئيس اذن من المنتصر؟ ولذلك توجه الرئيس اليكم بالحوار ومع المعارضة ولماذا الرفض لغاية الان؟
نحن اخوانكم في الاردن لا ننكر ان الرئيس بشار الاسد ابو حافظ رجل اصلاحي بالدرجة الأولى وقد جاء الى سدة الحكم من اجل ذلك وليس طمعا بالكرسي .حفظ الله الشعب السوري الشقيق والشعب الاردني من الفتن ومروجيها وموقظيها
