news edu var comp
syria
syria.jpg
مساهمات القراء
عودة إلى الصفحة الرئيسية
 
الأرشيف
أرشيف المساهمات القديمة
مقالات
من الأردن الى حبيبتي سوريا ... بقلم : ادهم عبد الله

المسافة من قلب  العاصمة عمان العروبة  الى قلب العاصمة دمشق مدينة الياسمين  ويتخللها ختم الجوازات والاجراءات الجمركية الاخرى على الحدود لا تتعدى اكثر من 3 ساعات بالسيارة


وهذه المسافة القصيرة  ترجمت حبي وعشقي لدمشق الأبية وسوريا الحبيبة بأكثر من زيارة .والحمد لله أنني استطعت من خلالها معرفة معنى أن تكون دمشق أقدم مدينة مأهولة بالسكان من خلال السيران والتسكع في أزقة دمشق القديمة والبيوتات والاسواق القديمة والتي لازالت تفوح منها رائحة الياسمين الدمشقي وعبق التاريخ  . ولم أترجم زياراتي مثل البقية من ناحية تغيير الجو والأكل والشرب هناك.فنحن عرب ومسلمين ومسيحيين ونلتقي بمنوال واحد بالعادات والتقاليد مع بعض الاختلافات بالمأكل والمشرب فالصحن الدمشقي يختلف كثيرا عما نتناوله في الأردن وليالي رمضان المبارك وطقوسه في دمشق تختلف عن طقوسه في الأردن ولا يتساويان سوى في العبادة لله  خالق هذا الكون.

 

والمسلسلات الرمضانية وغير الرمضانية  مثل باب الحارة او ليالي الصالحية  او الفصول الأربعة كان لها الأثر الشديد في زياراتي للشام ولأعيش مثل هذه الأجواء الدمشقية القديمة والحديثة على أرض الواقع وهذا أساسا واحد من أهداف الدراما السورية والذي جعلها  تتربع على عرش الدراما العربية ناهيك عن  الترويج للشام القديمة والسياحة بشكل عام في سوريا والذي بدوره  جعل سوريا وجهة أساسية للسياح الذين يبحثون عن ممارسة واقع الحياة الدمشقية القديمة  او العربية في هذه العاصمة القديمة والتي لازالت تحتفظ ببيوتها وأحيائها القديمة التي لازال الكثير من قاطنيها يحافظون على عاداتهم وتقاليدهم الشامية.

  ..

 

لا أريد الإطالة هنا بالكتابة عن زياراتي للشام الحبيبة  ولكن شغلي الشاغل  والذي أضحى يوميا هو:

 

الى اين تتجه سورية  الآن؟ واية محنة هذه وما هيتها؟ ولماذا بدأ الحراك في سورية فجأة؟

ولماذا هذه الحملة الشعواء التي تشنها الفضائيات مثل جزيرة الحقيرة؟ ولماذا هذا التدخل الخارجي السافر والمباشر بسوريا ؟ ولماذا غض النظر عن امور اخرى تدور من حولنا وبهذا العالم الصغير؟ اسئلة لا زالت تحيرنا وتقض مضاجعنا  وعدنا لنفس السؤال الذي خص اول ثورة والتي حدثت بتونس والسؤال هو : هل ما حدث بالوطن العربي ثورة ام انفجار شعبي ام مؤامرة ام ام ام....؟

 

لا اريد الدخول في متاهات ما حدث بتونس ومصر وغيرها بقدر ما اصبحنا نحن بالأردن وعلى مدار الساعة نتابع  الاخبار فيما يخص سوريا الحبيبة العزيزة على قلوبنا والقريبة إلينا اكثر من اي بلد عربي  او جار آخر .

 

جميع الشعوب طلبت الاصلاح ولا زالت تطالب به وهناك رؤساء لازالوا متشبثين بكراسيهم امثال الرئيس اليمني وكذلك الليبي والسبب هو ان شعوبهم طالبت بالإصلاح من باب واحد وهو الرحيل عن الرئاسة بعد المكوث لفترة طويلة على الكرسي  وهذا ما جعلهم يؤكدون أنهم يتعرضون لمؤامرة من قبل هؤلاء لدرجة وصفهم بالجرذان من قبل معمر القذافي .والسبب واحد انهم تعرضوا لمثل هذه المطالب مباشرة بعد مكوثهم في سدة الرئاسة لفترة تجاوزت العشرون عاما.

 

وسؤالنا هنا : لماذا الإعلام يعتبر هؤلاء ثوارا؟ ما معنى كلمة ثائر؟ أليس ذلك الانسان الذي يثور على الظلم والاستبداد الذي يعامل به من قبل مستعمر أو محتل؟

 الشعب السوري خرج مطالبا بالإصلاح ولكن ظروف كل دولة تختلف عن الأخرى .فنحن العرب دولنا تعاني من شيء اسمه فساد والفساد موجود اينما ذهبت حتى في الشارع والسوق.والمطالبة بالإصلاح ومكافحة الفساد لا تتم بليلة او يوم واحد اذن لماذا  الخروج بمظاهرات يومية أو اسبوعية؟ وهل يعني ذلك مطالبة بالاصلاح؟

 

 لا ننكر بأن الرئيس بشار الأسد رجل اصلاحي والدليل انه عند قدومه الى سدة الحكم وضع نصب عينيه اصلاح التعليم لأن الشباب هم ثمرة المستقبل وكذلك اصلاح التعليم من خلال المناهج او افتتاح مدارس اخرى تساعد في التخلص من عقبة الدوام النصفي والتي يعاني منها الريف بشكل خاص أو افتتاح جامعات ومعاهد خاصة لتساعد من لم يحالف الحظ في حجز مقعد دراسي في احدى الجامعات الحكومية وكذلك اصلاح التعليم في ظل ارتفاع وتزايد اعداد السكان في سوريا الحبيبة.

 

وبالنسبة لقطاع الاقتصاد والطب لا ننكر زيادة اعداد الاسرة في المستشفيات الحكومية ناهيك عن افتتاح عيادات ومستشفيات خاصة اخرى في المحافظات او داخل منطقة دمشق.وايضا توقيع اتفاقيات اقتصادية مع الاتحاد الأوروبي والذي توج بتدشين اكثر من مصنع او دعم لقطاع الاقتصاد والتجارة الخارجية لسوريا  وهذا ما نجحت به زيارات السيد الرئيس بشار الاسد لاكثر من دولة في اوروبا .

 

لا أريد الإطالة في الحديث عن انجازات الرئيس بشار الاسد ولكن سؤالنا: هل سوريا مثل مصر أو تونس حتى يطالب الشعب مباشرة بإسقاط الرئيس؟ ثم هل الإصلاح هو أن يسقط الرئيس؟ ثم ما هو الإصلاح الذي يطالب به المتظاهرين بسوريا؟ هل يعلم المتظاهرين ان هذه المظاهرات أفقدت سوريا بريقها السياحي ونحن على أبواب الصيف؟ هل يعلم هؤلاء المتظاهرين  ان القطاع السياحي والاقتصادي بشكل عام قد خسر بنسب مئوية كبيرة؟ هل الاصلاح هو ان يخرج الشعب للتظاهر دون الاحساس عما يترتب على بلده من وراء ا المظاهرات؟ هل نحن في الأردن لا يخصنا ولا يهمنا الشأن السوري ابدا؟ 

 

 اخواني المتظاهرين : سوريا تأثرت ولا زالت تتأثر بهذه المظاهرات والغرب والمتآمرين من الخارج يريدون تطبيق مؤامرتهم وهي عزل سوريا من كل جانب حتى من الداخل وليس فقط اسقط الرئيس ولا الحكومة السورية وايضا يريدون التقسيم وهذا ما تحلم به هذه الامبريالية المتغطرسة والتي كانت ولا زالت تحلم بشيء اسمه : خارطة الشرق الأوسط الجديد والتي بدأت في العراق ولكن توقفت مباشرة من خلال اسقاط تونس ومصر والتي لم تكن على بال الغرب والآن يريدون الانتصار وتفتيت الأمة العربية  من غير فقدان ولا خسارة اي جندي ولا دولار او يورو واحد .

 

نحن في الأردن ملكا وحكومة وشعبا نتمنى ونريد استقرار سوريا والحكومة الأردنية وعلى الملأ أعلنت قوة وثقة الحكومة السورية بالقدرة على احتواء هذه الاحتجاجات وهذه اجابة بدورها  ترتكز وتفسر من خلال :

 

 - الرفض الأردني التام والكامل لأي تدخل خارجي بسوريا الحبيبة لأن المنطقة والأردن بالذات لا تحتمل حرب    اخرى والتي ستؤدي لا قدر الى اراقة دماء اخرى في المنطقة فالأردن تأثر ولازال بما يجري بفلسطين والعراق وحتى لبنان.والاردنيون الذي وصلوا الى الحدود السورية رفعوا شعارات كان من ضمنها عدم التدخل الخارجي بسوريا بغض النظر عما يضخمه ابواق الاعلام الغربي والعربي المتمثل بالجزيرة وبي بي سي وغيرها. والتي فقدت مصداقيتها بعدم قدرتها ولا ارادتها بتغطية احداث في غير سوريا مثل الخليج او ..الخ

 

- حرص جلالة الملك عبد الله الثاني على تطوير العلاقات الأردنية السورية بأكثر من جانب والتي والحمد لله بدأت   بالزيارة الاولى للعاهل الاردني الى دمشق ولقائه الدافئ بسيادة الرئيس بشار الأسد وأعضاء الحكومة السورية الموقرة.والتي توجت بزيارة اخرى للسيد الرئيس وعقيلته الى العاصمة عمان.وقد أعلنها الملك عبد الله الثاني خلال لقائه باحد محطات التلفزة الغربية ان سورية دولة صاحبة سيادة والحمد لله إن العلاقات الاردنية السورية اقوى من اي وقت مضى وجلالة الملك عبد الله الثاني وسيادة الرئيس بشار الاسد يتمتعان بعلاقات وطيدة جدا وانعكست بشكل ايجابي على العلاقات الأخوية ما بين الشعبين.

 

  الأردن هو الوحيد الذي يؤكد على سياسة الاستقرار بالنسبة لسوريا ووثوقه التام بقدرة الحكومة السورية على احتواء هذه الأزمة وعودة الأمور الى مجاريها وليس كما فعل الآخرين في الغرب وللأسف ممن يسمون أنفسهم معارضة ويشحذون الشعب السوري من على صفحات الفيسبوك الفاشل .وممن يشنون حملة إعلامية شعواء من خلال بث المظاهرات وترجمتها الى مظاهرات مليونية وتغض الطرف عن مسيرات التأييد الرئيس بشار الأسد أبو حافظ ليلا ونهارا والتي عمت ساحة السبع بحرات وغيرها  في دمشق الابية.

 

ماذا يجني الغرب من وراء هذه العقوبات وما شأنه بسوريا؟ هل يخاف على الدم العربي قبل السوري؟ لماذا لم يتحدثوا عن فضائحهم بالعراق وسجون العراق وعلى رأسها ابو غريب؟ لماذا لم يفرضوا عقوبات شخصية على من اباح الدم العراقي أراقه بالشارع ؟  هل يريدون إقناع الرأي العام الأمريكي أنهم مع الديمقراطية للفوز برئاسة أخرى؟ ام يريدون التغطية على فشلهم بالعراق وأفغانستان وإنهاء مسائلتهم عن اغتيال بن لادن؟ أم يريدن التغطية عن سرقة نفط ليبيا وغيرها؟

 

أخيراً وليس اخرا أقول وأنا اذرف دموعي بعد ان حرمتني هذه التظاهرات من العودة لزيارة دمشق القديمة:

  من مجد لمجد سوريا ...رمز الأمة العربية...قائد صامد رجال صادق قول وأفعال ..صاروا يعيدولها حساب  طبعا هاي شام الأبية.

 - سألني احد الأصدقاء هل تحب الشام لهالدرجة واجبته ببيت شعر أو مقولة لا أدري لمن :

  لا تلمه اذا أحب الشاما               طابت الشام مرتعا ومقاما

هات حدث عن الشام وحدث           واطل في الحديث عنها الكلاما

 

- ولدي أغنية فيروز لدمشق على جهازي الخلوي :

 

 أحب دمشق هوايا الأرق احب جوار بلادي

 يا رب يا الله ان تفرجها علينا وعلى اهلنا بسوريا الحبيبة وتحمي سوريا والأردن من الفتن ما ظهر منها وما بطن يالله .

 

2011-06-08
أكثر المساهمات قراءة
(خلال آخر ثلاثة أيام)
مساهمات أخرى للكاتب
المزيد