المرأة مخلوق ضعيف تحتاج إلى الرجل لمساندتها وحمايتها فهي سند له وهناك الكثير من الأمور التي تشاركه بها وتتحمل معه أعباء الحياة فمثلاً عندما يلجأ الزوج دائماً في نهاية يومه لزوجته ليشكي لها همومه ويتبادلوا سوياً أحداث اليوم بكامله وكم يشعرهما هذا الحديث اليومي براحة نفسية ويخفف عنهما ضغوط الحياة ..
وهي تعرف أن زوجها قد يلجأ أحياناً إلى إمتحانها لمعرفة مدى قدرتها على تحمله ومساندتها له في كافة الظروف وعدم التخلي عنه لسبب ما أو أزمة يمر بها والوقوف بجانبه دون تردد وهي تعرف أن الزوج الصالح لا يؤذي زوجته ولكن لماذا يلجأ الرجل في بعض الأحيان إلى ضرب زوجته ضارباً كل ما ذكرته عرض الحائط وأنا طبعاً ذكرت جزء بسيط من أنماط التعايش بين الزوج والزوجة ولكن أحد الأسباب التي تدفع الزوج لضرب زوجته ربما يكون المفاهيم الخاطئة للرجولة والتي يعتبرها الرجل أنها تعني أن الكلمة كلمته والشورى شورته وعندما لا تتقبل الزوجة هذه الفكرة وتحاول مناقشته فإنه ينفعل ويعتبر هذا الموضوع لا نقاش فيه وقد يلجأ إلى ضربها لفرض رأيه بالقوة ..
والبعض من الرجال يكون لديه مفهوم خطأ عن الزواج بصفة عامة ويعتقد بأن الزوجة هي فقط لتربية الأولاد وتنظيف البيت وتلبية رغباته الجسدية وخدمته بينما لا يعرف بأن الزواج هو المودة والرحمة والمشاركة بين إثنين متساويين في الحقوق والواجبات وفي الأدوار التي يؤدونها في الحياة ..
وأحياناً إحساس الزوج بالدونية من زوجته إن كان في الذكاء أو التعليم أو الحالة المادية يولد لديه الشعور بالنقص هذا الشعور الذي يدفعه إلى التعويض بالقوة الجسدية وممارسة العنف على زوجته لأنه عاجز على محاورتها والتواصل معها فكرياً..
وأيضاً الرجل الذي نشأ في بيت كان يشاهد والده يضرب أمه وقد يدفعه هذا إلى ممارسة نفس الأسلوب مع زوجته في المستقبل متأثراً بما كان يراه من والده ظناً منه أن هذا الأسلوب ناجح ويحقق نتيجة مع زوجته
وطبعاً يجب أن لا ننسى المستوى الإجتماعي والثقافي والإقتصادي لأسرته والفروق الإجتماعية بين الزوج والزوجة فكل هذا يشعره بالنقص ويدفعه للعنف لتعويض كل هذه الفروق بينهما ..
وكم أتمنى أن يكون الحوار دائماً حاضراً بين الزوجة والزوجة واللجوء إلى أساليب راقية ومحترمة في التعامل لأن الضرب سيترك شرخاً كبيراً في العلاقة الزوجية وقد يؤدي إلى قتل هذه العلاقة ويصعب بعد ذلك إعادة هذه العلاقة إلى سابق عهدها ويجب توعية الشباب والبنات خلال فترة معينة من العمر المبكر على معنى المودة والرحمة والمساواة بين الرجل والمرأة في الحياة الزوجية لكي يكبروا وفي عقولهم فهم لهذه المبادئ حتى يتبعوها طوال حياتهم والله الموفق ..