يا حبّذا جبلٌ عالٍ ومضيافٌ فالنسر عانق نور الشّمس نشوانا
أهلوكَ يا وطني أصحابُ مكرمةٍ بالعزّ والشّعر والتّهليلِ تلقانا
فاسألْ لنا الشّامَ عن أيّام غابرنا تجدْ بها كرَمًا و مجدَ دنيانا
* * * * *
قبّلْتُ أرضك يا شآمُ إجلالاً يا دارَ أجدادنا يا بنتَ مروانا
تلك القُصورُ عجاجَ خيلِنا شهدتْ واليومَ أضحت لِسائليكِ برهانا
هذي المساجدُ عن ماضٍ تحدثنا بكلّ فخرٍ وإكبارٍ لما كانا
قبّلت أرضَكِ يا شآمُ مغمورا بعطرِ تاريخنا و فوح نيسانا
* * * *
مشروعهم دارنا والأرضُ والتّينهْ وعزّهم ضعفُنا وكُثرُ أسرانا(1)
ناديْتُ ساداتهم أن يفخروا تيها بموتِ أطفالنا وقتْلِ قتلانا!
إنّ الكرامَ إذا ما استنجدوا قاموا فهلْ نبارك عدوانا وطغيانا !
عهدٌ علينا أمامَ الرّبّ مرسومٌ أن نحميَ الدارَ كي نردَّ عدوانا
نؤازرُ الحقَّ طالما بنا عزمٌ فهلْ يدومُ لهذا الحقّ ِ إلانا
الحقُّ والله ليس الوعدُ صانِعَهُ فانشُدْ طَريقكَ تحصيلا وبرهانا
قلبي عليكم أيا أبناءَ أمتنا بكيتكم زمنا للنّصر ظمآنا
* * * * *
دع الملا مَةَ إنّ الليلَ تَهزِمهُ بشائرُ الصّبحِ في ديار غسّانا
يا جبهة َ المَجدِ حيّا اللهُ وقفتكِ سطّرتِ للأرضِ تاريخاً وديوانا
نصرٌ من اللهِ آتٍ أيها البلدُ يا من فقدتَ بسوقِ الحربِ فرسانا
بك الفَخارُ وفيك المجدُ يبتسمُ يامن َرَفعتَ بدار العزِّ بنيانا
سلامُ كُبرٍ إليك أيها الوطنُ يا من دحرتَ بساح الحربِ غيلانا
* * * *
قبلت أرضَكِ يا شآمُ إجلالاً يا دارَ أجدادنا يا بنتَ مروانا
* * * *
أهدي هذه الكلمات المتواضعة الى كل الأخوة السوريين بكل أطيافهم ومذاهبهم وقناعاتهم الفكرية والسياسية وأقول لهم هذا البلد الذي اسمه سورية هو بلدنا, ولدنا فيه وترعرعنا بأحضانه وشربنا من مائه وتنشقنا هواءه ونود أن يكبروا يكون جميلاً ورائعاً وقوياً وهذا أمر ممكن وذلك بوحدتنا وتكاتفنا والتفافنا حول قاسم مشترك وهو سلامة هذا الوطن ورفعته وكرامته.
نحنُ لسنا أبناء بلا تاريخ وبلا إرث وبلا عادات وتقاليد وبلا شهامة لا , بل نحن أصحاب تاريخ عظيم و حضارة عريقة واصحاب تقاليد جميلة وكريمة: إكرام الضيف ونجدة المستغيث, و.و.. والعفو عند المقدرة. نحن لسنا كالأمريكي من له تاريخ عمره 200 سنة فقط. نحن أصحاب ماضٍ عريق وتاريخ غني بالشهامة والبطولات والمروءة فعسى أن نكون خلفاً صالحاً لسلف كريم.
جدودنا يا أخوتي عندما قاموا بفتوحاتهم في الشرق والغرب حملوا معهم أخلاقيات الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وأخلاقيات عمر بن الخطاب ورجولة وشهامة خالد بن الوليد وليس روح الجاهلية, والله عندما استمع الى كلام زعمائنا الروحانيين في دمشق, الى مشايخ المدرسة الإسلامية الدمشقية من أمثال الشيخ الدكتور محمد سعيد البوطي ومفتي دمشق وغيرهم يدخل السرور والغبطة الى قلبي وأحس بذلك النور الذي يتكلمون عنه. سررت جدا عندما عملت الفضائية السورية فيلما عن العالم السوري ابن الرقة الأستاذ الدكتور علي الشعيبي.
سورية يا أخوتي غنية بعلمائها وشيوخها وأطبائها سورية لديها أكاديميون يعملون في كل أنحاء العالم. ولكن عسانا ألاّ نثق بالغرب فالغرب ومنذ دولة قرطاج الفينيقة التي حاربت روما وانتصرت عليها في عقر دارها, لا يريد دولة عربية قوية وتذكرون دولة محمد علي الكبير التي ضمت سورية ومصر ووصلت حدودها حتى الأناضول فسرعان ما تدخلت دول الغرب لترجعها الى حدود مصر.
أمريكا يا أخوتي ( أعني هنا الادارة الأمريكية) بعد سقوط الاتحاد السوفييتي أعلنت الاسلام عدوا استراتيجيا لها. اٍسألوا العرب المقيمين في أمريكا كيف أصبح كل منهم موضع شك من قبل السلطة هناك بعد حادثة ناطحتي السحاب!
وأخيرا أقول من له آذانٌ يسمع ومن له بصر يبصر. عاشت سورية لنا جميعاً حرة وكريمة ومرفوعة الرأس وقوية وذات سيادة.
_______________________________________________
1- الضَّميرُ في مشروعهم عائد على الأعداء أعداء أمَّتِنا.