الأخوة في سيريا نيوز
لم أنقطع عن متابعة موقعكم أبدا إنما العطلة السنوية وسفري الى البلد سورية الحبيبة جعلني أنشغل عنكم قليلأ أرسل لكم انطباعاتي عن زيارتي الى بلدنا الكبير في القلب سورية أخوكم اسماعيل فارس مكارم
إن القوى المعادية لشعبنا السوري بكل فئاتها وألوانها تتكالب ضد بلادنا فهذا يدعو الى التدخل الدولي وذاك يدعو الجامعة العربية لتجميد عضوية سورية في مجلس الجامعة العربية وآخرون يحتلون موقع رئاسة الجامعة قبل وقتهم المحدد ويفسرون سلوكهم هذا بحجج واهية.
لا شك إن الدعوة الوقحة إلى التدخل الخارجي بشؤون سورية الداخلية ما هي إلا دليل قاطع على إفلاس المعارضة (المرتبطة بالخارج)(1) في كسب الشارع السوري الى جانبها وانتصاره لها, فأبناء البلد شاهدوا بأم العين ودون أي إلتباس كيف يقوم عناصر المعارضة المرتبطون بالعرعور وزهير الصديق ورياض الشقفي ومحمد الرحال وبالإخوان المسلمين وغيرهم كيف يقومون بعملية القتل والبطش بجنودنا وضباطنا وكيف يمثلون بجثث القتلى دون خوف من الله ودون رادع يردعهم لذا لا يمكن لهم دعم معارضة أياديها ملطخة بالدم دم أبناء شعبنا وخيرة جنودنا وضباطنا.
الجديد هو انتقال المجموعات الإرهابية المسلحة والخارجة عن القانون والشرعية انتقالها من مرحلة القتل عن طريق الغدر واستعمال القناصة والملثمين وخطف الناس وتعذيبهم الى الدعوة الصريحة لاستعمال السلاح.
يحضرني بهذه المناسبة قول شعبي يردده أبناء الريف في جنوب سورية: "المرأة إلي بتحبل بالتبان بتولد (بتشديد اللام) على راس السطح" لذلك هذه هي المعارضة(المرتبطة بالخارج) مع المجموعات المسلحة بعد أن انكشف أمرها وانفضح سر استعمالها للسلاح وقتلها لأبناء شعبنا وتدميرها مؤسساتنا واغتصابها لبناتنا ونسائنا بعد كل هذا لم يبق لها إلا أن تكشف المستور وتصرح عن نيتها في اللجوء الى القوة والتسلح!!!
لقد لجأتم الى القوة واستعملتم السلاح يا سادة ومنذ حوادث درعا ثم استعملتم السلاح والديناميت والبنزين في اعتدائكم على مبنى الأمن العسكري في جسر الشغور وقمتم بتصوير المقابر الجماعية لكي تلصقوا التهمة بالجيش العربي السوري وقوى الأمن ولكنكم فشلتم ووقعت وثائقكم تلك في يد قواتنا السورية قبل أن ترسلوها الى العربية والجزيرة وبي بي سي وغيرها من محطات بث السموم.
تلك كانت مقدمة لكتابتي عن انطباعاتي بعد زيارتي لسورية التي كانت في أيام الصيف
حيث دخلت الى بلدنا الحبيب عن طريق سهول درعا الخضراء والجميلة وقراها العامرة ومزارعها
التي تبعث المسرة على طول المدى وكان هدفي قرى السويداء التي تغفو عند وديان الجبل وسفوحه.وزرت دمشق أكثر من مرة بصحبة ابنتي التي قامت بهذه الزيارة معي لأول مرة وبالطبع كنت أخفي عن ابنتي بعضا من الأمور كي لا تقلق.
لقد جمعني أكثر من مجلس مع انصار للمعارضة وليس بالطبع مع قادتها.
في الحديث مع هؤلاء الناس كنا نقدم لهم الوثائق الدامغة حول ما أعدته قوى الغرب ضد تلك الدول التي تغرد خارج السرب سرب ساركوزي وأوباما والأطلسي كان يأتي الجواب منهم خاليا من المسؤولية والحرص على مستقبل البلد. لاحظت أنهم مسكونون بروح الكيدية والثأرية, وليس لديهم
أي برنامج عن مستقبل سورية.
لاشك إن مسألة انهيار الاتحاد السوفييتي وذهاب المعسكر الاشتراكي والانقسامات التي عاشتها أحزاب اليسار في منطقتنا العربية خلال أكثر من أربعين عاما أضف الى ذلك سقوط بغداد وتدمير قوة العراق الاقتصادية والعسكرية والبشرية قد انعكس على رؤية الكثيرين ممن كانوا ينتمون الى قوى اليسار والتقدم فمنهم من كفر بالاشتراكية ومنهم من أصبح يحسب نفسه ليبراليا وآخرون ذهبوا الى معسكر الغرب على مبدأ نصرة المنتصر.
إن ما قامت به القوى الغربية في العراق من زرع بذور الفتنة الإثنية والطائفية والدينية انعكس بهذا الشكل أو ذاك على استقبال الناس للأحداث حتى تأييد سورية للمقاومة في لبنان أصبح يُعد تأييدا مذهبيا, أما صمود سورية أمام مشاريع الغرب والصهيونية العالمية حسبوه تحالفا صامتا مع اسرائيل. فلسان حالهم يقول: لم تطلق طلقة واحدة ضد اسرائيل من أراضي الجولان.
كنا نقول لأصحاب الذاكرة الضعيفة كم من الشهداء قدمت سورية على أرض لبنان دفاعا عن كرامة العرب وقتالا ضد اسرائيل. ألم تدعم سورية كل فصائل المقاومة صاحبة النهج المقاوم لإسرائيل؟ ألم تقدم سورية لكل تلك الفصائل الدعم المادي والعسكري واللوجستي؟
ألم تحتضن العاصمة السورية كل الفصائل الفلسطينية على الأرض السورية وعلى بعد أمتار من قصر الشعب؟
لا شك أن هناك عوامل أخرى داخلة في الموضوع.
تشير الدراسات الى أن إدارة بوش الابن ومنذ عام 2005 أخذت تعد العدة للإطاحة بالأنظمة التي ترفض اللحاق بالركب الأمريكي وقامت لهذا الغرض بأعداد الشباب والطلاب وجماعات أخرى عن طريق تقديم المنح الدراسية للشباب ودعوة الشباب لزيارة أمريكا أضف الى ذلك احتضانها للبعض من المغتربين وإحاطتهم بالاهتمام وتأمين فرص العمل لهم ثم الطلب منهم العودة الى أوطانهم والانخراط في صفوف المعارضة وبث الفكر الليبرالي ومناهضة الحكم والتبشير بالفكر الغربي وبث روح عدم الطاعة والعصيان.أضف الى ذلك تأسيس جهات بريطانية مشبوهة تأسيسها أكاديميات التغيير على أرض المملكة المتحدة وتلاعب هذه الأكاديميات في عقول الناس وتدميرها لوعيهم.
إن الجديد اليوم هو انتقال الجماعات الارهابية المسلحة والخارجة عن القانون انتقالها من التستر على استعمالها للسلاح واطلاق التهم بحق الجيش وقوى حفظ النظام - الى اعلانها التام عن نيتها استعمال السلاح والطلب من قوى الخارج تسليحها هذا هو بيت القصيد وهذا هو سر الموضوع
فقوى المعارضة المرتبطة بالخارج ومعها المجموعات الارهابية المسلحة الخارجة عن القانون كانت وخلال شهور تنفي قضية استعمالها للسلاح وتدعي ( يا إخوان الجيش عم بيقتل بعضو) إلا أن المستور قد انكشف
تصريحات حسين هرموش المقدم المنشق وعلى شاشة الفضائية السورية كشفت من أين كان يأتي السلاح والى من يذهب وضد من يستعمل. كافة الزعامات المعروفة في أوساط المعارضة في الخارج اتصلت به وعرضت عليه الدعم مثلما كانت تقدم الدعم لغيره. لقد فهم من حديثة للسورية أن زهير الصديق مع جماعة الإخوان يدخلون السلاح الى سورية عن طريق تجار السلاح والمهربين على الحدود التركية ومناطق أخرى.
. إن قوى التنسيق مع أمريكا كقطر وبعض مشايخ النفط في السعودية أخذوا اليوم يتكلمون علنا عن دعمهم للجماعات الارهابية ومدها بالمال والسلاح – فالمال لشراء النفوس الضعيفة والسلاح لقتل السوريين!!!!
إن قوى التنسيق تلك تختال فخارا اليوم كونها قد انتصرت في ليبيا!
إلا أن هذه القوى تعرف جيدا أن ما تسميه إنتصارا جاء على يد المستعمر الجديد وبفضل صواريخ الناتو التي كانت تقتل أبناء الشعب الليبي وتبطش بهم كي تلزمهم بالوقوف الى جانب المعارضة!
السؤال المطروح اليوم – ليبيا الى أين؟
هذا هو العراق مثال شاخص أمامنا ويشهد على ما يمكن أن تصل اليه الأمور في حال تدخل قوى الغرب بشؤون دولة ذات سيادة. فعراق اليوم يختلف عن عراق الأمس. فقد كان العراق يمتلك جيشا قويا يُحسب حسابه في المشرق العربي فماذا يمتلك العراق اليوم سوى ميليشيات متعددة العقائد والو لاءات فلكل قائد سياسي ميليشيا. هذا هو العراق اليوم بسنته الثامنة بعد الاحتلال وحمام الدم لم يتوقف وعمليات الارهاب مازالت مستمرة فبعد كل مطلع شمس تنقل لنا وسائل الاعلام أخبار القتل والدمار التي تصيب إخوة لنا هناك! أما عن الغلاء فحدث ولا حرج فالعراق الذي كان ينتج العديد من البضائع والمنتوجات في عهد النظام السابق أصبح اليوم يأكل ويشرب ويلبس ويتداوى مما يتم استيراده من تركيا وإيران والصين والولايات المتحدة وغيرها, أما المشافي فهي خالية من الأطباء لأنهم غادروا الى دول أخرى بحثا عن الأمان والاستقرار, والأدوية لا تكفي والكهرباء تنقطع أكثر من مرة في اليوم, ثمن ليتر البنزين في العراق اليوم دولار واحد هذا في البلد الغني جدا بالنفط. أما عن الأمور الفكرية فقد أصبح الانتماء الى القومية العربية عارا بالنسبة للبعض وممنوع عليهم الافتخار بقوميتهم وأصبح الانتماء الى الطائفة أو المذهب أو العرق أهم وأجمل.... أجل إن ما حصل في العراق هو مؤامرة دبرت ضد الشعب العراقي.
ترى هل يدرك الناس الشرفاء اليوم إن ما دبر في ليبيا وما يدبر في سورية هو مؤامرة وأن الهدف هنا ليس جعل الشعب السوري أو الشعب الليبي أكثر أمانا بفضل نشر روح الحرية والديمقراطية في مجتمعاتنا؟!
لا ومرة أخرى لا!
الهدف هو جعلنا نمشي الى الوراء ونعود الى عهود القبلية والعشائرية والجهوية, يريدون منا أن نغرق بدمائنا نتيجة حرب طائفية ومذهبية !!!!
فهل دخل هذا يوما في أحلامنا وطموحاتنا أن نتقاتل ونتحارب كي نرضي أمريكا وإسرائيل!!!
الى متى سنمشي مشي فاقدي البصر والبصيرة. لقد كلف التدخل الأجنبي في شؤون العراق نحو مليوني ضحية. فهل علينا أن نقدم تلك القرابين لنرضي أمريكا وتركيا وقطر وغيرها من الدول. لقد رأى العالم بأسره ورأينا ماذا جرى للشعب العراقي وما هو مصير الشعب الليبي من جراء التدخل الأجنبي الدولي المشؤوم.
إن ما جرى ويجري في الأيام الأخيرة يذكرنا بدور الجامعة العربية في بداية أحداث ليبيا حيث أخذ البعض ممن تسمى دول عربية أخذوا على عاتقهم تمرير مشروع يدعو مجلس الأمن لاتخاذ قرار بتكليف القوى الغربية وخاصة دول الناتو بالتدخل عسكريا في الشأن الليبي تلك الدولة ذات السيادة. يريد البعض استعمال مجلس الجامعة العربية كحصان طروادة لمباركة التدخل الدولي في الشؤون السورية. يريدون منا أن توافق الأكثرية من الشعب السوري على رأي الأقلية التي تحتمي بقوى الغرب ومن ارتبط بهم على مدى التاريخ العربي المعاصر. أولئك الذين حاربوا المرحوم عبد الناصر من تحت الطاولة يحاربون سورية والقيادة السورية اليوم علانية ودون خجل. أولئك الذين دعوا اسرائيل لتحطيم قوة حزب الله مختبئين خلف أصابعهم نراهم اليوم يحاربون الشعب السوري علانية وبدون خجل.
نعم وألف نعم نحن بحاجة الى الاصلاح ونحن ضد الفساد ولكن أن تؤخذ هذه الأمور سببا لتدمير البلد وإلغاء سورية كدولة فهذا هو الخطأ بحد ذاته وهذه هي الحفرة التي يريدون جرنا اليها.
ترى هل تساءل المثقفون المؤيدون لما تسمى بالمعارضة والتي تقاد من خارج سورية لماذا يقفون في صف واحد مع ساركوزي وأوباما ومع قادة اسرائيل ؟!!!
جرت في الآونة الأخيرة طريقة جديدة للتواصل فالبعض يرسل اليك على عنوانك الالكتروني ما يشاء أخبارا منوعة وبيانات ووجهة نظره بهذا الأمر أو غيره ولكن من أدب التواصل أن تكون تعرف هذا الشخص وتطلب منه تبادل وجهات النظر أما أن تكتب ما تشاء دون سابق إذن فهذا أمر غريب وفيه قلة أخلاق وخاصة إذا كانت بيانات لا تحمل اسم كاتبها!!!
الى صاحبي الرسائل والبيانات التي لا تحمل اسم صاحبها أو تحمل أسماء زعماء وطنيين لهم قدسيتهم في تاريخنا ولدى شعبنا أقول إذا أنتم امتلكتم الجرأة على الخروج الى مظاهرات في شوارع موسكو فلماذا لا تملكون الجرأة في تذييل بياناتكم ورسائلكم بأسمائكم الصريحة؟ الناس لا تثق بالانسان الجبان والمثقف لا يمشي خلف عباءة مجهولة الهوية ومجهولة السلوك وغير معروفة. أنصحكم ...هذا الاختباء خلف الاصبع يذكر بلعب العيال ولا يدل على جدية ومسؤولية ورجولة!!
كلمة قبل الأخيرة:
إن شهداءنا من جنود وضباط ورجال حفظ النظام هم خطايا في أعناق زعماء المعارضة المرتبطة بالخارج والمجموعات الارهابية المسلحة – قال تعالى" ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتاناً وإثماً مبيناً" صدق الله العظيم.
أخي القارئ لا تأخذك الحملات الاعلامية التي تبثها الجزيرة وبي بي سي وأحيانا روسيا اليوم لأن جوهر الأمور إن تلك الجهات التي دعمت العصابات الخارجة عن القانون في الشيشان
من مشايخ السعودية وقطر والمخابرات المركزية الأمريكية ودوائر في تركيا هي ذاتها اليوم تقوم بنفس الدور تجاه ما تسمى المعارضة في سورية.فالخطر الذي يهدد بلدنا سورية أيضا يهدد روسيا حيث يمكن لتلك الفوضى والشغب والعمل المسلح أن تصل الى حدود روسيا.فالشعب الروسي يحتفظ الى الآن بذاكرته بأسماء الدول والمشايخ الذين دعموا العصابات المسلحة والخارجة عن القانون في بلادهم.والآن تعاد الحكاية نفسها والأسلوب نفسه والممولون ذاتهم والمخطط ذاته
فهذا هو زهير الصديق وجماعة الاخوان المسلمين أدخلوا السلاح الى حماة وحمص وجسر الشغور
عن طريق لبنان وتركيا وسلموه الى العصابات المسلحة. والجديد اليوم أن تركيا قد وافقت رسميا على نصب منظومة رادار مضادة للصواريخ الباليستية على ترابها وبالطبع إن تلك المنظومة موجهة ليس ضد اسرائيل كونها حليفة الناتو بل هي موجهة وبالدرجة الأولى ضد سورية وإيران وروسيا الاتحادية لذا نقول إذا كانت تركيا حريصة ذلك الحرص الكبير على مصلحة الشعب السوري ومصالح شعوب المنطقة لماذا يا ترى وافقت وبدون أدنى تردد على نشر الدرع الصاروخي على أراضيها؟!!
ألا تعلم الادارة في أنقرة أن في نشرها لهذه المنظومة إنما تهدد أمن شعوب المنطقة وبالدرجة الأولى سورية وإيران وروسيا الاتحادية؟
نترك الجواب على سؤالنا هذا للسيد أردوغان ووزير الخارجية التركية.!!!
__________________________________
1) لا شك أننا لا ننفي وجود شريحة لا بأس بها في وسط المعارضة من الناس الشرفاء والوطنيين
إلا أن من يحرك المتظاهرين ومن يعطي الأمر بقتل جنودنا وضباطنا ومن يأتمر لأوامر آتية من الخارج قطعاً لا يمكن وصفهم بالوطنيين لأن الوطنية تبدأ بالحفاظ على الوطن.