عندما تداعى ما يسمون بالشخصيات المعارضة الى فندق سميراميس تطلعت معظم الأنظار الى ما سيتحدث به المجتمعون من آراء وأفكار حول ما يجري في هذا الوطن وكان التفاؤل أنهم سيردون على أولئك المتشدقين في الخارج والذين أعتبرهم شخصياً كغيري من المواطنين ( خونة وعملاء ) ولكن المفاجأة أنهم تكلموا بخجل وعدم وضوح وحتى لا نظلمهم فهناك عدة من النقاط الإيجابية التي تضمنها بيانهم ومنها رفضهم لأي دعوة للتدويل والتدخل الخارجي في الوطن وشؤونه وتغليب مصلحة الوطن والمواطن فوق كل مصلحة ورفضهم لكل خطاب أو سلوك على أساس طائفي أو مذهبي أو عرقي وعدم الإنجرار إلى هذه النعرات ولكن من خلال القراءة لما رشح عن اجتماعهم وما تضمنه بيانهم الختامي نجد أن المجتمعون ظهروا وكأنهم أميّين في قراءة الحدث أو أنهم لا يريدون قراءته بشكل صحيح وذلك للأسباب الآتية :
1- طالب المجتمعون الإعلام الرسمي وشبه الرسمي بفتح منابره أمام الموالين والمعارضين للتعبير عن آرائهم بحرية وطالبوا بالسماح للإعلام الأجنبي بتغطية الإحداث في سورية بكل حرية. ولكن الملاحظ أنهم هم أنفسهم لم يسمحوا لوسائل الإعلام المختلفة بتغطية هذا الاجتماع حتى لا يرى المواطن السوري حقيقة المناقشات والطروحات وبالتالي يتحسس التوجه العام لكل واحد من المجتمعين ومدى توافقه مع المبادىء الأساسية لسقف الوطن كما نلاحظ أنهم تناسوا أن بعضاً من وسائل الإعلام العربية والأجنبية شريكة في المؤامرة التي تحاك ضد الوطن وبالتالي لا يمكن أن تشارك في نقل الحقيقة وهذا بدا واضحاً من خلال عدم نشر هذه الوسائل لحقيقة المجازر التي جرت في جسر الشغور والمدافن الجماعية لعناصر الأمن والتي قام مراسلوها بتصوريها ولكن هذه القنوات لم تنشرها .
2- ماذا يفسرون دعمهم لما أطلقوا عليها الانتفاضة الشعبية السلمية ومن أين أتوا بهذه التسمية التي لا تمت الى الحقيقة بصلة فالانتفاضات عموماً تقوم ضد المحتل وليس ضد أبناء الوطن وأين سلميتها مع هذه الأسلحة التي ضبطت والمجازر التي ارتكبت وهذا التجييش الاعلامي والتحريض الطائفي الذي يمارس يومياً على الفضائيات وهذا الحشد الدولي ( الكوني ) الذي يهدف الى إضعاف سورية وموقفها الوطني المقاوم . واي دولة ديمقراطية ستحققها هذه اللاسلمية .
3- طالب المجتمعون بإنهاء الخيار الأمني وسحب القوى الأمنية من المدن والبلدات والقرى وبالتالي فان البديل عن ذلك هو الفوضى التي ستعم كل ارجاء الوطن وما سيرافق ذلك من جرائم ( سرقات – اغتصاب – حجز حريات- اختطاف – قتل – تشريد ...) وما سيتبعه من تشكيل عصابات وعنف وعنف مضاد وتعطيل لمصالح المواطنين واغلاق للمدارس وللجامعات وللمعامل وللمزارع نتيجة الخوف والذي سيؤدي الى ظهور حالات كبيرة من النزوح والهجرة .
4- طالبوا بأن يكون حق التظاهر دون إذن مسبق من الجهات المختصة وهذا يتنافى مع روح وجوهر الانضباط واحترام القانون والأسس السليمة لهيكلية وبناء الدولة وما سيتبع ذلك من اختلاط الحابل بالنابل وما سيجره من تخريب للمنشآت والممتلكات وهدر للسلامة العامة .
5- دعا المجتمعون إلى إعادة المهجرين إلى منازلهم وحفظ أمنهم والتعويض عليهم . ولكن للأسف لم يتطرقوا إلى من قام بتهجيرهم وإلى من يمنعهم من العودة بالتخويف مرة وبالسلاح احياناً كثيرة ولم يذكروا الجهود الحثيثة التي تبذلها الدولة لإعادتهم والنداءات المتكررة والتي كان آخرها من سيادة رئيس الجمهورية ليعودوا الى منازلهم .
6- القوا باللائمة على العمليات الامنية التي يقوم بها الجيش والامن لحفظ امن الوطن والمواطن وان ذلك سيكون السبيل الى التدخل الخارجي واغفلوا السبب الحقيقي الذي تحرك من اجله الجيش والامن وهو اعادة الامن الى المناطق والقرى والمدن وملاحقة العصابات الإجرامية المأجورة وتناسوا المئات من شهداء الجيش والقوى الامنية الذين رووا بدمهم أرض الوطن ليعيش المواطنين كلهم ( موالين ومعارضين ) بأمن وأمان .
كنّا نتمنى من هؤلاء المجتمعين أن يضعوا النقاط على الحروف في معرض ردهم على كل من هو خارج الوطن وان ينقلوا ويعرضوا الحقائق الواضحة والجلية وما يعلمونه من دسائس ومكائد وفبركات أمام الرأي العام المحلي والعربي والعالمي وان يتبنوا موقفاً مشرفاً تحت سقف الوطن من إظهار للدور الايجابي الذي يمارسه الجيش والقوى الأمنية والإصلاحات التي أعلنها سيادة الرئيس بشار الأسد والتي بلغت سقف السقف وما أنجزته الحكومة من قرارات على مختلف الأصعدة كما أننا لم نر أياً منهم يدعوا ابناء الشعب ( المتظاهرين ) الى ( عدم التظاهر وترك عجلة الاصلاح تتابع سيرها - نبذ العنف - الالتفاف حول قيادة الوطن - تعزيز الوحدة الوطنية .. )ولكن للأسف لم يكن اجتماعهم ( برأينا ) إلا لمجرد الظهور أمام عدسات التلفزة وإصدار بيان كان حبره ملوثاً بروائح المنفعة والمصلحة الشخصية .